خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
١٣٦
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أُوْلَـٰئِكَ } الاتيان باسم الاشارة البعيدة لاحضارهم باوصافهم العظيمة ولتفخيم شأنهم { جَزَآؤُهُمْ مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ } هذه الجملة تأكيد لما استفيد من قوله { اعدّت للمتّقين } فانّه افاد انّ الجنّة والمغفرة جعلت نزل المتّقين لانّها كانت جزاءهم ولكونها فى مقام التّأكيد اتى بها مؤكّدة باسميّة الجملة وتكرار النّسبة بجعلها ذات وجهين كبرى وصغرى وبسط فى الكلام ولم يكتف بذكر المغفرة والجنّة وجمع الجنّات ووصفها بقوله تعالى { تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا } ومدحها بما يرتفع المنّة به عنهم وانّها اجر عملهم فقال: { وَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ } المغفرة والجنّات، روى انّه لمّا نزلت هذه الآية صعد ابليس جبلاً فصُرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا اليه فقالوا: يا سيّدنا لما دعوتنا؟ - قال: نزلت هذه الآية فمن لها؟ - فقام عفريت من الشّيطان فقال: انالها بكذا وكذا، قال لست لها، فقام آخر فقال مثل ذلك، فقال: لست لها، فقال الوسواس الخنّاس: انالها، قال بماذا؟ - قال اعدهم وامنّيهم حتّى يواقعوا الخطيئة فاذا واقعوا الخطيئة انسيتهم الاستغفار فقال: انت لها، فوكّله بها الى يوم القيامة.