خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ
١٩٣
-آل عمران

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً } من وجودنا هو العقل الّذى يدعونا الى التّسليم والانقياد ومنادياً من خارج وجودنا هو نبىّ عصرنا وخليفته { يُنَادِي } عبادك { لِلإِيمَانِ } لاجل الايمان او الى الايمان { أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ } { فَـ } أجبناه و { آمَنَّا } بك والتجأنا اليك وحصّلنا مادّة الغفران الّتى هى الايمان { رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا } واستر علينا وعلى غيرنا آثامنا الّتى لها تبعات ومشاهدتها وتذكرتها تستتبع عقوبةً والماً { وَكَفِّرْ } اى ازل { عَنَّا سَيِّئَاتِنَا } جمع السيّئة من ساء بمعنى قبح والفرق بين الذّنب والسيّئة بالشدّة والضّعف فانّ الذّنب هو السيّئة الّتى هى بنفسها توذى الانسانيّة ولها تبعة وعقوبة هى ايضاً تؤذى والسيّئة هى الذّنب الّذى هو بنفسه يؤذى الانسانيّة من دون تبعة له ولذلك نسب الغفران الى الذّنوب والتّكفير الّذى هو بمعنى الازالة الى السيّئات، ويستعمل كلّ فى كلّ { وَ } بعد غفران ذنوبنا وتكفير سيّئاتنا { تَوَفَّنَا } اى خذ بجميع فعليّاتنا { مَعَ ٱلأَبْرَارِ } ظرف مستقرّ حال عن المفعول او ظرف لغو متعلّق بتوفّنا، و{ الابرار } جمع البرّ بمعنى المحسن الى الخلق مقابل المسيء اليهم، او بمعنى المحسن فى حاله وهو المراد هاهنا كما سيأتى الاشارة اليه، ثمّ التجأوا اليه بعد ما سألوه التّوفّى والافناء التّام ونادوه متضرّعين اليه وسألوه البقاء التّامّ بعد الفناء وقالوا: { رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا }.