خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَهُ ٱلْحَمْدُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ
١٨
-الروم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ } جملة حاليّة او خبر فى معنى الانشاء وعطف على سبحان الله { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ } سماوات الطّبع وسماوات الارواح { وَٱلأَرْضِ } ارض الطّبع وارض عالمى المثال { وَعَشِيّاً } وقت العصر وهو وقت دخول فضيلة صلٰوة العصر الى آخر النّهار { وَحِينَ تُظْهِرُونَ } تدخلون فى الظّهر وهو ساعة الزّوال او المراد وقت ارتفاع الشّمس الى انقضاء وقت فضيلة صلٰوة الظّهر، خصّ التّسبيح بالمساء والصّباح لانّ هذين وقت اختلاط النّور والظّلمة وانموذج اختلاط ظلمة الطّبع ونور الرّوح وظلمة المقام الدّانى ونور المقام العالى، وينبغى للانسان حينئذٍ تنزيه لطيفته الانسانيّة الّتى هى انموذج الله واسمه تعالى عن الظّلام بخلاف اوقات النّهار فانّها اوقات استواء النّور من دون اختلاط الظّلام، ولا حاجة للانسان الى تنزيه اللّطيفة حينئذٍ، ولم يذكر السّماوات لانّ السّماوات مقام تنزّه الله والواقع فى تلك المقام لا حاجة له الى تنزيه ولم يذكر الارض اتّباعاً لعدم ذكر السّماوات والاّ فالواقع فى الارض محتاج الى تنزيه اللّطيفة الانسانيّة، ويجوز ان يكون قوله عشيّاً وحين تظهرون عطفاً على حين تمسون، ويكون اشارة الى استغراق التّسبيح لجميع الاوقات واستغراق الحمد لجميع الامكنة والمقامات، وعليه قيل: انّ ذكر الاوقات اشارة الى الصّلوات الخمس.