خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ
٢٠
-الروم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمِنْ آيَاتِهِ } عطف على جملة الحىّ فانّه فى معنى قوله من آياته أن { يُخْرِجُ ٱلْحَيَّ مِنَ ٱلْمَيِّتِ } { أَنْ خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ } باعتبار خلق آدم (ع) ابيكم منه او باعتبار خلق مادّتكم ممّا يحصل من التّراب ويغلب عليه التّراب { ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ } تتحرّكون وتدبّون وليس للارض حركة ولا قدرة على الحركة.
اعلم، انّ فى خلق الانسان الّذى له علم وارادة وقدرة واختيار واستعداد للتّصرّف فى الملكوتين وتسخير اهلهما واستعداد للتّرقّى عن هذا العالم والحركة الى السّماء او الى عوالم الارواح من العناصر الّتى لا شعور لها ولا قدرة ولا اختيار مع كون الغالب فى مادّته الماء والارض اللّتين هما انزلها آيات عديدة دالّة على علمه تعالى وقدرته وحكمته واحاطته وتدبيره واناطة افعاله بغاياتٍ عديدةٍ متقنةٍ، وتصريفه فى عالم الارواح وعالم الطّبع بما لا يمكن ادراك كيفيّة تصريفه وتمزيجه للقوى الرّوحانيّة مع القوى الارضيّة بحيث لا يمكن التّميز بينهما، ويشتبه على كثيرٍ انّ القوى الرّوحانيّة ليست الاّ القوى الجسمانيّة حتّى قالوا: انّ النّفس الانسانيّة جسم سار فى البدن كسريان الماء فى الورد.