خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢٧
-الروم

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَهُوَ ٱلَّذِي يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ } لا غيره كما يقول الثّنويَة والابليسيّة انّ اهريمن مبدأ الشّرور { ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ } اى الاعادة اسهل على الله بالقياس الى قدركم واصولكم والاّ فليس شيءٌ عليه اصعب من شيءٍ، او الضّمير المجرور راجع الى الخلق، ومعنى كون الاعادة اسهل كونها غير محتاجةٍ الى مادّةٍ وآلةٍ وتربيةٍ لحصول مادّته واقتضاء فطرته الصّعود الى اصله بخلاف الابداء فانّه محتاج الى تهيّة مادّة وتربية العلويّات وحافظيّة الارضيّات وايتلاف المتخالفات ومزجها وكسر سورتها، وقيل: الاهون منسلخ عن معنى التّفضيل { وَلَهُ ٱلْمَثَلُ ٱلأَعْلَىٰ } اى الصّفات العليا { فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } عن الصّادق (ع): ولله المثل الاعلى الّذي لا يشبهه شيءٌ ولا يوصف ولا يتوهّم فذلك المثل الاعلى، او المقصود ولله المشابه الاعلى فى السّماوات من ارباب الانواع والعقول وفى الارض من الانبياء والاولياء (ع) روى عن الرّضا انّه قال، قال النّبىّ (ص) لعلىّ (ع): وانت المثل الاعلى، وفى خبرٍ: نحن كلمة التّقوى وسبيل الهدى والمثل الاعلى { وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الّذى لا يغلب { ٱلْحَكِيمُ } الّذى لا يفعل ما يفعل الاّ لحكم ومصالح وغاياتٍ متقنةٍ.