{ أَ } لم يخرجوا من اوطانهم الصّوريّة ومن بيوت نفوسهم { وَلَمْ يَسيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ } الطّبيعيّة وفى ارض وجودهم وارض القرآن والسّير الحسنة والغير الحسنة { فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } والضّمائر الثّلاثة للكثير من النّاس او لمرجع الضّمير الفاعل لقوله { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ } { كَانُوۤاْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً } بحسب البدن والمال والاعوان { وَأَثَارُواْ ٱلأَرْضَ } بتقليب وجهها لاستنباط المياه واستخراج المعادن وللزّراعة وغرس الاشجار وغير ذلك من التّصرّفات والمقصود انّهم أثاروا الارض اكثر ممّا أثاروها بقرينة قوله تعالى: { وَعَمَرُوهَآ أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا } وابادهم الله تعالى ولم ينفعهم قوّتهم واثارتهم وعمارتهم فلا ينبغى لكم ان تغترّوا بقوّتكم واثارتكم وتعميركم { وَجَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ } اى احكام الرّسالة او المعجزات فاغترّوا بقوّتهم وكذّبوا الرّسل مثلكم فخذلهم الله او اهلكهم { فَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَـٰكِن كَانُوۤاْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } بتعريضها لسخط الله.