خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ
٤
يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ
٥
-السجدة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } قد مضى الآية فى سورة الاعراف { مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ } الشّفيع بمنزلة النّصير وقد تكرّر بيانه فى ما مضى { أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ إِلَى ٱلأَرْضِ } اى ينزّل الامر مع ملاحظة حسن دَبره وعاقبته من سماء الارواح الى اراضى الاشباح على استمرارٍ { ثُمَّ يَعْرُجُ } الامر من الارض { إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ }.
اعلم، انّ ايّام الآخرة ليست فى عرض ايّام الزّمان بل هى فى طولها بمعنى انّ ايّام الدّنيا قوالب لايّام الآخرة وهى بمنزلة الارواح لايّام الدّنيا، وكلّ مرتبة من مراتب الآخرة سعتها واحاطتها بالنّسبة الى مراتب الدّنيا مضاعفة، فكلّ يوم من ايّام الآخرة بالنّسبة الى يوم من ايّام الدّنيا يضاعف سعته بعشرٍ ومائةٍ والفٍ وعشرة آلاف الى خمسين الفاً هذا بالنّسبة الى ايّام الدّهر، وامّا ايّام السّرمد فلا تحدّ بشيءٍ لعدم نهايتها وتحدّدها، وقد مضى شطرٌ من تحقيق هذا المطلب فى اوّل بنى اسرائيل، والمراد بالامر الّذى يدبّره من السّماء الى الارض ثمّ يعرج من الارض الى السّماء هو الوجود الفعلىّ الّذى هو المشيّة الّتى هى امره تعالى وفعله وكلمته واضافته الى غير ذلك من الاسماء فانّه يتنزّل من سماء المشيّة الى سماء الارواح ثمّ الى سماء النّفوس الكلّيّة، ثمّ الى سماء النّفوس الجزئيّة، ثمّ الى اراضى الاشباح النّوريّة، ثمّ الى اراضى الاشباح الظّلمانيّة، ثمّ يبتدء فى العروج من عالم الطّبع، او من عالم الجنّة الى اراضى الاشباح النّوريّة، ثمّ الى النّفوس الجزئيّة، ثمّ الى النّفوس الكلّيّة، ثمّ الى الارواح، ثمّ الى المشيّة.