خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
٢٨
-سبأ

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَآفَّةً لِّلنَّاسِ } كافّة حال مقدّم عن النّاس بمعنى كلّهم نحو جاء النّاس كافّة كأنّ معناه حال كون النّاس كافّة بعمومه كلّ فرد من الخروج عن تحته، او صفة لمفعول مطلق محذوف اى رسالة كافّة للنّاس بمعنى مانعة لهم عن اتّباع اهويتهم، او حال عن مفعول ارسلنا وحينئذٍ يكون المعنى ما ارسلناك الاّ مانعاً للنّاس عن اتّباع اهويتهم والتّاء تكون حينئذٍ للمبالغة { بَشِيراً } للمؤمنين ولمن استعدّ للايمان من حيث ايمانهم واستعدادهم { وَنَذِيراً } للكافرين وللمؤمنين والمستعدّين من حيث كفرهم وغفلتهم { وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } رسالتك او عموم رسالتك او ليس لهم جهة علم حتّى يعلموا رسالتك فلذلك ينكرون رسالتك، عن الصّادق (ع) فى حديث: وارسله كافّةً الى الابيض والاسود والجنّ والانس، وعنه (ع) انّه قال لرجل: اخبرنى عن الرّسول (ص) كان عامّاً للنّاس؟ اليس قد قال الله عزّ وجلّ فى محكم كتابه وما ارسلناك الاّ كافّة للنّاس، لاهل الشّرق والغرب واهل السّماء والارض من الجنّ والانس هل بلّغ رسالته اليهم كلّهم؟- قال: لا ادرى، قال: انّ رسول الله (ص) لم يخرج من المدينة فكيف ابلغ اهل الشّرق والغرب؟! ثمّ قال: انّ الله تعالى امر جبرئيل (ع) فاختلع الارض بريشةٍ من جناحه ونصبها لرسول الله (ص) فكانت بين يديه مثل راحته فى كفّه ينظر الى اهل الشّرق والغرب ويخاطب كلّ قوم بألسنتهم ويدعوهم الى الله عزّ وجلّ والى نبوّته بنفسه فما بقيت قرية ولا - مدينة الاّ ودعاهم النّبىّ (ص) بنفسه. وفى كثيرٍ من الاخبار مضمون انّه لا يبقى ارضٌ الاّ نودى فيها بشهادة ان لا اله الاّ الله، وانّ محمّداً رسول الله (ص) لكن فى الرّجعة او فى ظهور القائم (ع).