خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ
٣٧
-سبأ

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَآ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ بِٱلَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰ } حتّى تكونوا بذلك مستحقّين للرّسالة او غير معذّبين { إِلاَّ مَنْ آمَنَ } اى الاّ اموال من آمن واولاده { وَعَمِلَ صَالِحاً } بان يتحمّل المال لله وينفقه لله ويربّى الاولاد لله { فَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ ٱلضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِي ٱلْغُرُفَاتِ آمِنُونَ }.
اعلم، انّ المؤمن لمّا كان متوجّهاً الى الله مؤتمراً بأمر الله منتهياً بنهى الله كان توجّهه الى الاموال والاولاد من حيث ايمانه تحمّلاً لمشاقّها من حيث امر الله وعدم اهمالها مع الانزجار عنها من حيث نهى الله وصرف الوجه عن جهة التّوحيد بأمر الله ونهيه توجّه الى الله مع مراعاة حقوق كثرات وجوده وكثرات خارج مملكته، والتّوجّه الى الله بتلك الكيفيّة تكميل لصفحتى النّفس المجرّدة والمتعلّقة وتتميم لجهة الوحدة والكثرة فيكون مستحقّاً من الجهتين وموجباً للاجر من الحيثيّتين فيكون اجره مضاعفاً بالنّسبة الى من لم يكن له ذلك بخلاف الكافر فانّ توجّهه الى الاموال والاولاد اغفال عن الفطرة واهلاك للّطيفة الانسانيّة ولذلك كانت عذاباً له فى الحيٰوة الدّنيا وسبباً لزهوق ارواحهم وهم كافرون فكانت نقمة عليه لا نعمة، ولذلك ورد عن الصّادق (ع) انّه قال لمن ذكر الاغنياء ووقع فيهم: اسكت، فانّ الغنىّ اذا كان وصولاً برحمه وبارّاً باخوانه اضعف الله له الاجر ضعفين لانّ الله يقول: وما اموالكم ولا اولادكم (فقرأ الى آخر الآية) وورد انّ ابا بصير قال: ذكرنا عند ابى جعفر (ع) من الاغنياء من الشّيعة فكأنّه كره ما سمع منّا فيهم، فقال: يا ابا محمّدٍ اذا كان المؤمن غنيّاً رحيماً وصولاً له معروف الى اصحابه اعطاه أجر ما ينفق فى البرّ اجره مرّتين ضعفين لانّ الله عزّ وجلّ يقول وما اموالكم (فقرأ الآية الى آخرها).