خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ
٩
-سبأ

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَلَمْ يَرَوْاْ } اى الم ينظروا او عموا فلم يروا؟ { إِلَىٰ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } سماء الارواح وارض الاشباح فانّ الانسان من اوّل الخلقة متوجّه الى عالم الآخرة وعالم الارواح ومدبر عن عالم الاشباح، وايضاً ارض الطّبع تحت قدميه فهى كشيءٍ خلفه وسماء الطّبع فوق رأسه فهى بما بين يديه اشبه او لفظة من تبعيضيّة والمعنى الم ينظروا الى ما بين ايديهم؟ حال كونه بعضاً من السّماء وبعضاً من الارض، او ابتدائيّة والمعنى الم يروا الى ما بين ايديهم من الحوادث الماضية؟ حالكونه ناشئاً من حركات السّماء وتأثّرات الارض او من الحوادث الآتية؟ على اختلاف تفسير ما بين ايديهم وما خلفهم والانسان ان نظر الى سماء الطّبع وما فيها من الكواكب وما منها من الآثار الحادثة فى الارض ونظر الى ارض الطّبع وما يحدث فيها بواسطة اشعّة الكواكب ودوران الافلاك ايقن انّ له مبدءً حكيماً ومرجعاً باقياً، وكذلك ان نظر الى نفسه وبدنه واتّصالهما وتعانقهما وتعاشقهما، ونظر الى انحلال البدن واستكمال النّفس بكمالاتها الّلائقة بها ايقن بفناء البدن وبقاء النّفس وانّ لهما محدثاً مدبّراً حكيماً عليماً قادراً مختاراً { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ ٱلأَرْضَ } الجملة بدل عن قوله الى ما بين ايديهم نحو بدل الاشتمال فيكون العامل معلّقاً عنه والمعنى الم يروا الى السّماء والارض والى انّا ان نشأن نخسف بهم الارض { أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } او الجملة مستأنفة معترضة { إِنَّ فِي ذَلِكَ } النّظر والفكر او فى ما بين ايديهم وما خلفهم من السّماء والارض او فى قدرتنا على خسف الارض واسقاط الكسف من السّماء { لآيَةً } دالّةً على المبدء والمعاد { لِّكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ } الى باطنه مشتغل بنفسه عن غير نفسه او منيب الى ربّه بالرّجوع الى ولىّ امره او الى ولىّ امره بالتّوبة على يده والبيعة معه.