خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٢
-فاطر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَّا يَفْتَحِ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ } جملة حاليّة من قوله: انّ الله على كلّ شيءٍ قدير كأنّ الاولى كانت لعموم قدرته وهذه لعجز غيره عن ممانعته من نفوذ قدرته، او مستأنفة جواب لسؤالٍ مقدّرٍ لبيان هذا المعنى، او مستأنفة منقطعة عن سابقها لبيان قدرته وعجز غيره { فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ } من رحمةٍ او ما يمسك من رحمةٍ ونقمةٍ، او ما يمسك من نقمةٍ ولعلّ هذا المعنى هو المراد لئلاّ ينسب امساك الرّحمة اليه لانّه ليس منه الاّ افاضة الرّحمة على الدّوام وانّما الامساك يعنى عدم وصول الرّحمة الى بعض القوابل ليس الاّ من قبلها لا من قبل الله { فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ } الّذى لا يقدر على منازعته احد { ٱلْحَكِيمُ } الّذى لا يفعل ما يفعل الاّ بملاحظة غاياتٍ عديدةٍ دقيقةٍ لا يمكن دركها الاّ له والاّ باتقانٍ فى الصّنع بحيث يعجز عن ادراك كيفيّته عقول العقلاء.