خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ
٢٤
-فاطر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ } اى بالولاية فانّها الحقّ المطلق وكلّ ما سواه حقّ بحقّيّته { بَشِيراً وَنَذِيراً } للمؤمن والكافر { وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ } يعنى ما اهملنا امّةً من الامم بل بعثنا فى كلّ امّة نذيراً من نبىٍّ او وصىّ نبىٍّ، فى حديثٍ عن الباقر (ع): لم يمت محمّد (ص) الاّ وله بعيث نذير قال: فان قيل: لا، فقد ضيّع رسول الله (ص) من فى اصلاب الرّجال من امّته، قيل: وما يكفيهم القرآن؟- قال: بلى، ان وجدوا له مفسّراً، قيل: وما فسّره رسول الله؟- قال: بلى، قد فسّره لرجلٍ واحدٍ وفسّر للامّة شأن ذلك الرّجل وهو علىّ بن ابى طالب (ع). اعلم، انّه تعالى جعل غاية خلق العالم بنى آدم، وجعل غاية خلق بنى آدم ولاية علىّ بن ابى طالب (ع) سواء كانت ظاهرة فى هيكل النّبوّة او الرّسالة او الخلافة وليس المراد بالنّذير الاّ الرّسول او النّبىّ او خليفتهما، فلو لم يكن فى العالم حيناً نذير بطل الخلقة ولم يكن لها غاية، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً، فلم يكن عالم الاّ وكان فيه آدم، ولم يكن آدم الاّ وكان له نذيرٌ وهكذا لم يبق العالم بلا آدم ولا نذيرٍ.