خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ
١٠٧
-الصافات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

اى عظيم الجثّة او عظيم القدر، قد اختلف الاخبار فى انّ الذّبيح كان اسمٰعيل (ع) او اسحاق (ع) والمشهور من الاخبار انّه كان اسمٰعيل (ع) وانّه كان جدّ نبيّنا محمّدٍ (ص) وانّ السّلطنة كانت فى اولاد اسمٰعيل (ع) والنّبوّة فى اولاد اسحاق، وانّ البشارة لابراهيم (ع) كانت اوّلاً باسمٰعيل (ع) من هاجر، وثانياً باسحاق (ع) من سارة، وانّ هاجر كانت جارية لسارة فوهبتها لابراهيم (ع)، وانّ هاجر لمّا حملت باسمٰعيل وولدته اغتبطت سارة عليها لانّها لم يكن لها ولدٌ حينئذٍ فكانت توذى ابراهيم (ع) فاشتكى الى الله فقال الله تعالى: انّ المرأة مثل عظم الضّلع لو ذهبت تقيمها كسرتها ولو ابقيتها استمتعت بها، نحّ هاجر واسمٰعيل من عندها، فذهب بها وبولدها بأمر الله ودلالة جبرئيل (ع) الى مكّة ولم يكن بها ماء ولا عمارة ولا احد، وانّ بين بشارة ابراهيم (ع) باسمٰعيل وبين بشارته باسحاق كانت خمس سنين، وروى عن الصّادق (ع) انّه سئل: كم كان بين بشارة ابراهيم (ع) باسمٰعيل وبين بشارته باسحاق؟- قال: كان بين البشارتين خمس سنين، قال الله سبحانه فبشّرناه بغلام حليم يعنى اسمٰعيل وهى اوّل بشارة بشّر الله بها ابراهيم (ع) فى الولد، ولمّا ولد لابراهيم (ع) اسحاق (ع) من سارة وبلغ اسحاق ثلاث سنين اقبل اسمٰعيل (ع) الى اسحاق (ع) وهو فى حجر ابراهيم (ع) فنحّاه وجلس فى مجلسه فبصرت به سارة فقالت: يا ابراهيم (ع) ينحّى ابن هاجر ابنى من حجرك ويجلس هو مكانه لا والله لا تجاورنى هاجر وابنها فى بلادٍ ابدا فنحّهما عنّى، وكان ابراهيم (ع) مكرماً لسارة يعزّها ويعرف حقّها وذلك لانّها كانت من ولد الانبياء (ع) وبنت خالته فشقّ ذلك على ابراهيم (ع) واغتمّ لفراق اسمٰعيل (ع)، فلمّا كان فى اللّيل اتى ابراهيم (ع) آتٍ من ربّه فأراه الرّؤيا فى ذبح ابنه اسمٰعيل (ع) بموسم مكّة فأصبح ابراهيم (ع) حزيناً للرّؤيا الّتى رآها فلمّا حضر موسم ذلك العام حمل ابراهيم (ع) هاجر واسمٰعيل (ع) فى ذى الحجّة من ارض الشّام فانطلق بهما الى مكّة ليذبحه فى الموسم، فبدأ بقواعد البيت الحرام فلمّا رفع قواعده خرج الى منى حاجّاً وقضى نسكه بمنى ثمّ رجع الى مكّة فطاف البيت اسبوعاً ثمّ انطلقا فلمّا صارا فى السّعى قال: ابراهيم (ع) لاسمٰعيل (ع): { يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ } فى الموسم عامى هذا فماذا ترى؟- قال: { يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ }، فلمّا فرغا من سعيهما انطلق به ابراهيم (ع) الى منى وذلك يوم النّحر فلمّا انتهى الى الجمرة الوسطى واضجعه لجنبه الايسر واخذ الشّفرة ليذبحه نودى { أَن يٰإِبْرَاهِيمُ } (الآية) وقد ذكر كيفيّة ذبحه واتيان الفداء له فى المفصّلات، وهكذا ذكر الاخبار المختلفة فى ذلك الباب فى المفصّلات من اراد فليرجع اليها.