خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

سَلاَمٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي ٱلْعَالَمِينَ
٧٩
-الصافات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

سلام على نوحٍ مفعول تركنا او هو مستأنف من الله ومفعول تركنا محذوف اى تركنا عليه فى الآخرين المدح والثّناء له وفى العالمين متعلّق بقوله على نوح على ان يكون خبراً لسلام او بسلام او هو ظرف مستقرّ خبرٌ لسلام او متعلّق بقوله تركنا عليه او بدل من قوله فى الآخرين والمعنى تركنا عليه فى جميع العوالم ذلك وهذا معنى قول الانبياء (ع) اجعل لى لسان صدق فى الآخرين ويستفاد من بعض الاخبار انّ الله يقول تركت على نوحٍ دولة الجبّارين يعنى تركت بعده على ضرره باعتبار وصيّته ووصيّه دولة الجبّارين الّذين تجبّروا على اوصيائه ويعزّى الله محمّداً (ص) بذلك وعلى هذا يكون قوله سلام على نوح مستأنفاً من الله، فانّه ورد عن الصّادق (ع) فى حديث؛ وبشّرهم نوح بهود (ع) وامرهم باتّباعه وان يقيموا الوصيّة كلّ عام فينظروا فيها ويكون عيداً لهم كما امرهم آدم (ع) فظهرت الجبريّة من ولد حام ويافث فاستخفى ولد سام بما عندهم من العلم وجرت على سام بعد نوح (ع) الدّولة لحام ويافث وهو قول الله عزّ وجلّ { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ }، يقول تركت على نوح دولة الجبّاريّن ويعزّى الله محمّداً (ص) بذلك، قال فى هذا الخبر ووُلد لحام السّند والهند والحبش، ووُلد لسام العرب والعجم وجرت عليهم الدّولة وكانوا يتوارثون الوصيّة عالم بعد عالم حتّى بعث الله عزّ وجلّ هوداً (ع).