خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ
٨٩
-الصافات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

ورد فى الخبر انّ ابراهيم (ع) كذب ثلاث كذبات: قوله، { إِنِّي سَقِيمٌ } وقوله، { بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا } [الأنبياء: 63] وقوله، فى سارة انّها اختى والمقصود انّه كذب فى الظّاهر ولم يكن منه كذب لانّه اراد الاصلاح والمصلح ليس بكاذب، او انّه ورّى عن ذلك كلّه فانّه نظر فى النّجوم ونظر الى حركاتها وافنائها بحركاتها لكلّ حادثٍ فقال: انّى سأسقم يعنى سأموت ونظر فى النّجوم فرأى انّ نوبة حمّاه قريبة فقال: { إِنِّي سَقِيمٌ } يعنى انّ نوبة حمّاى قريبة، او نظر فى النّجوم ايهاماً لهم انّه يحاسب مثلهم ويحكم بنظرات النّجوم فقال: { إِنِّي سَقِيمٌ } ايهاماً لهم وكان مقصوده { إِنِّي سَقِيمٌ } غير كامل بعدُ فى الانسانيّة فانّه لم يكن بعد له مقام الامامة الّتى هى كانت آخر مقاماته، او كان مقصوده { إِنِّي سَقِيمٌ } القلب حزينه ممّا تفعلونه من عبادة ما لا ينفعكم ولا يضرّكم، وعن الصّادق (ع) انّه حسب فرأى ما يحل بالحسين (ع) فقال: { إِنِّي سَقِيمٌ } لما يحلّ بالحسين (ع) وعن الصّادقين (ع) والله ما كان سقيماً وما كذب، وقيل: كان اغلب اسقامهم الطّاعون وكانوا يخافون السّراية فقال: { إِنِّي سَقِيمٌ } لئلاّ يخرجوه الى عيدٍ لهم وكان موسم عيدهم حتّى يبقى مع الآلهة فيفعل بهم ما اراد من كسرهم.