خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ
٢٧
أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ
٢٨

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً } هذه من تتمّة خطاب داود (ع) فتكون الجملة حاليّة او استيناف خطابٍ لمحمّد (ص) كما يشعر به اخبارنا فتكون معطوفة بلحاظ المعنى كأنّه قال: ما فتنّا داود عبثاً انّما فتنّاه لنخلّصه من النّقص الّذى كان فيه وما خلقنا السّماء، او تكون حاليّة يعنى لخلق السّماء والارض غايات عديدة هى مشهودة ومعلومة لكم وهى توليد المواليد، ولتوليد المواليد ايضاً غايات عديدة هى ايضاً مشهودة ومعلومة لكم، وترجع جملتها الى انتفاع الانسان فى معاشه وليس حيٰوة الانسان حياته الدّانية غاية الغايات ونهاية النّهايات لفنائها وعدم بقائها، ولا يكون الفانى الدّاثر غايةً للدّائم الباقى فبقى ان يكون حياته الباقيه الدّائمة غاية الغايات ونهاية النّهايات حتّى لا يكون خلق الكلّ باطلاً، وعليهذا لا يكون المؤمن والمفسد ولا المتّقى والفاجر متساويين { ذَلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله او بالرّسالة او بالخلافة او بالآخرة { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ كَٱلْمُفْسِدِينَ فِي ٱلأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ ٱلْمُتَّقِينَ كَٱلْفُجَّارِ } المراد بالمتّقين والفجّار هما المؤمنون والمفسدون كرّرهما بتغيير الوصفين تأكيداً وتصريحاً بانّ التّقوى لا تكون الاّ للمؤمن، والفجور ليس الاّ للمفسد، سئل الصّادق (ع) عن هذه الآية فقال: الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات امير المؤمنين (ع) واصحابه كالمفسدين فى الارض قال: حبتر وزريق واصحابهما، ام نجعل المتّقين كالفجّار حبتر وزلام واصحابهما.