خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ إِذْ جَآءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ
٣٢
-الزمر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى ٱللَّهِ } يعنى فلم يكن حينئذٍ اظلم منهم وهذا تهديدٌ آخر لهم وتسلية اخرى لعلىٍّ (ع) وموافقيه، ووضع الظّاهر موضع المضمر للاشعار بوصف ذمٍّ لهم والاشارة الى الحكم وعلّته فانّ كلّ من ترأّس فى الدّين باىّ نحوٍ من التّرأّس من القضاء والفتيا وامامة الجماعة والجمعة والوعظ والتّصرّف فى الاوقاف واموال الايتام والغيّاب واخذ البيعة من العباد وتلقين الذّكر وتعليم الاوراد من دون اذنٍ واجازةٍ من الله بتوسّط خلفائه فهو ممّن كذب على الله، وهكذا من اتّبع هذا المترأّس فانّه بحاله كذب على الله حيث اعتقد انّ هذا المترأّس رئيس من الله فى الدّين واتّبعه ولم يكن رئيساً من الله { وَكَذَّبَ بِٱلصِّدْقِ } الّذى هو ولايته التّكوينيّة حيث انّها تزجره عن هذا التّرأّس وذلك الاتّباع وولايته التّكليفيّة ان كان قد حصّل الولاية التّكليفيّة وولّى امره، فانّ هذا المتّبع مكذّب بالكلّ والكلّ صدق وصادق { إِذْ جَآءَهُ } تكويناً او تكليفاً فى الباطن او فى الظّاهر بنفسه او على لسان نبيّه او على لسان قرينه { أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِينَ } جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما حالهم فى الآخرة؟ فقال: انّهم فى جهنّم.