خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ
٦٧
-الزمر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ } ما قدروا عليّاً (ع) او ما قدروا الولاية حقّ قدره، ولمّا كان المقصود التّعريض بالامّة عطف بيان حالهم على اشراكه كأنّه قال: لكن ما قدروا الله حقّ قدره لانّه كما لا يمكن قدر الذّات الاحديّة لاحدٍ من مخلوقه لا يمكن قدر الولاية حقّ قدرها لاحدٍ سوى صاحب الولاية المطلقة، وقال القمىّ: نزلت فى الخوارج، والسّرّ فى انّهم لا يقدرون الله قدره انّهم محدودون بحدودٍ لا فرق فى ذلك بين الانبياء (ص) والاوصياء (ع) الجزئيّين وبين سائر الخلق غاية الامر انّ الانبياء (ع) قد خرجوا من بعض الحدود البشريّة والانسانيّة وغيرهم ما خرجوا والذّات الاحديّة وكذلك المشيّة الّتى يعبّر عنها بالولاية الّتى هى علويّة علىٍّ (ع) مطلقة من الحدود، والمحدود لا يقدر على ادراك المطلق فلا يقدر قدره لانّ قدر القدر مسبوق بادراكه، وامّا النّبىّ الخاتم (ص) والولىّ الخاتم (ع) فيقدران قدر الولاية ولا يقدران قدر الله، والله تعالى شأنه هو الّذى يقدر قدر الكلّ { وَٱلأَرْضُ جَمِيعـاً قَبْضَـتُهُ } القبضة المرّة من القبض وفيه تفخيم لعظمته من حيث انّ الارض بعظمتها كانت قبضة واحدة له والمراد بالارض كما مرّ مراراً اعمّ من عالم المثال السّفلىّ وعالم المثال العلوىّ وعالم الطّبع بجميع سماواته وارضيه { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ } اطلاق القبضة فى الارض عن اليمين وعن الطّىّ واستعمال الطّىّ فى السّماوات وتقييده باليمين للاشارة الى حقارة الارض بالنّسبة الى السّماوات ورفعة السّماوات وعظمتها وشرافتها بالنّسبة الى الارض يعنى انّ له تعالى تلك العظمة ومع ذلك يشركون به جماداً منحوتاً لهم او مخلوقاً ضعيفاً له { سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ } من الاصنام والكواكب وانواع المخلوقات من العناصر ومواليدها وعمّا يشركون به فى الولاية وعمّا يشركون به فى العبادة من الاغراض والاهوية.