خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ
٧٤
وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٧٥
-الزمر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَقَـالُواْ } بعد مشاهدة الجنّة ونعيمها وسعتها ومنازلهم فيها وانعام الله عليهم بانواع نعمه { ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا ٱلأَرْضَ } اى ارض الجنّة او ارض الدّنيا او ارض الآخرة لانّ الكامل فى الجنّة يكون له التّصرّف فى جميع اجزاء الدّنيا { نَتَبَوَّأُ مِنَ ٱلْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ فَنِعْمَ أَجْرُ ٱلْعَامِلِينَ وَتَرَى ٱلْمَلاَئِكَةَ } الخطاب لمحمّدٍ (ص) او عامّ والمعنى يقال حينئذٍ لكلّ راءٍ: ترى الملائكة، وان كان الخطاب لمحمّدٍ (ص) فالعدول الى المضارع للاشعار بانّ حاله فى الحال انّه يرى الملائكة { حَآفِّينَ مِنْ حَوْلِ ٱلْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } قد مضى فى اوّل سورة الفاتحة وجه تقييد التّسبيح بالحمد وان تسبيحه تعالى ليس الاّ بحمده كما انّ حمده ليس الاّ بتسبيحه وقد مضى فى سورة البقرة فى اوّلها وجه الفرق بين التّسبيح والتّقديس وبيان معنى التّسبيح والتّقديس عند قوله تعالى: ونحن نسبّح بحمدك ونقدّس لك { وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } بين الملائكة بان جعل كلّ فى مقامه اللاّئق به وحكم على كلّ بالعبادة اللاّئقة به، او بين الخلائق ويكون تأكيداً لسابقه، واشعاراً برؤية محمّدٍ (ص) ذلك { بِٱلْحَقِّ وَقِيلَ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } اتى بالفعل مبنيّاً للمفعول تلويحاً الى انّ هذا القول يجرى على كلّ لسانٍ من غير اختصاصٍ بقائلٍ خاصٍّ { رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } فانّه يظهر حينئذٍ لكلّ احدٍ انّه تعالى ربّ جميع اجزاء كلّ العوالم، عن الصّادق (ع): من قرأ سورة الزّمر استخفاها من لسانه اعطاه الله من شرف الدّنيا والآخرة واعزّه بلا مالٍ ولا عشيرةٍ حتّى يهابه من يراه وحرم جسده على النّار وبنى له فى الجنّة الف مدينةٍ فى كلّ مدينة الف قصرٍ وفى كلّ قصرٍ، مائة حوراء، وله مع هذا عينان تجريان، وعينان نضّاختان، وجنّتان مدهامّتان، وحور مقصورات فى الخيام، وذواتا افنان، ومن كلّ فاكهةٍ زوجان.