خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً
١٥١
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً
١٥٢
يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً
١٥٣
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَافِرُونَ حَقّاً } لانّهم الكاملون فى الكفر حيث ضمّوا النّفاق الى كفرهم وباظهارهم الاسلام صّدوا كثيراً عن الايمان { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُّهِيناً وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُواْ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } كسلمان واقرانه { أُوْلَـٰئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ } قرئ بالتّكلّم وبالغيبة يعنى انّا نعطيهم اجورهم بحسب عملهم ونغفر زلاّتهم ونتفضّل عليهم بالرّحمة الخاصّة بحسب شأننا من المغفرة والرّحمة، ولذا قال تعالى بعد ذكر اعطاء اجورهم { وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } استيناف منقطع لفظاً ومعنىً عن سابقه ولذا لم يأت بالوصل، روى انّ كعب بن الاشرف وجماعة من اليهود قالوا: يا محمّد (ص) ان كنت نبيّاً فأتنا بكتابٍ من السّماء جملة كما اتى موسى بالتّوراة جملة، فنزلت وقال تعالى تسليةً لرسوله: لا تعجب من سؤالهم ولا تعظمنّه فانّ هذا ديدنهم { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } يعنى سأل آباؤهم الّذين هم من اسناخهم { فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهِ جَهْرَةً } عياناً { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ } وهو سؤالهم ما ليس لهم بحقٍّ وتجاوزهم عن حدّهم { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } معبوداً { مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } اى المعجزات من موسى (ع) { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } بمحض رحمتنا { وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } حجّة واضحة او موضحة لصدقه، او تسلّطاً فى الظّاهر بحيث ما كان يمكن لهم التّخلّف عنه ويكون قوله تعالى { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ }.