خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً
٣٢
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ } التّمنّى طلب امر محال او طلب شيءٍ من غير تهيّة اسباب وصوله ويجوز ان يراد كلّ من المعنيين والمراد بما فضّل الله امّا النّعم الصّورية من سعة العيش والامن والصحّة والقوّة والعظمة فى الجسم والجاه والمسكن والزّوج والقوى والجوارح وغيرها او النّعم الباطنة من الاخلاق والعلم والحكمة وحسن التّدبير والالفة والزّهد والطّاعة وغيرها، والتّعبير عن النّعم بما فضّل الله للاشارة الى علّة النّهى عن التمنّى والامر بالسّؤال من فضله ولمّا كان النّهى وارداً على التمنّى اى الطّلب من دون حصول الاسباب مقيّداً بكون المطلوب النّعم المتفضّل بها الله على البعض كان المراد النّهى عن كلّ من التمنّى وقيده كأنّه قال: لا تطلبوا شيئاً بدون اسباب حصوله لانّه { لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَآءِ نَصِيبٌ مِّمَّا ٱكْتَسَبْنَ } فتوسّلوا بالاسباب ولا تطلبوا نعم بعضكم لانّها من فضل الله عليه فتوجهّوا الى الله { وَٱسْأَلُواْ ٱللَّهَ مِن فَضْلِهِ } فاشار الى علّة النهيين ومفهوم مخالفتهما مع ايجاز، والسّؤال امّا بلسان القال ولا اعتداد به فانّ الاجابة والافضال بقدر الاستعداد، او بلسان الاستعداد والحال سواء كان مقترناً بلسان القال او لم يكن فانّه لا يخفى على الله قدر الاستعداد وخفايا الاستحقاق { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً } فكيف يخفى عليه قدر استحقاقكم ولمّا اشار فى هذه الآية الى توقّف الافضال على الاستعداد والاستحقاق بالكسب وتوجّه ان يقال انّ الله تعالى قد يتفضّل على عباده بمال مورّثهم ولا استعداد بالكسب لهم هنا اشار تعالى الى الاستعداد والكسب هناك ايضاً فانّ الاستعداد والكسب اعمّ من ان يكونا بالاختيار او بالتّكوين فانّ التّوارث لا يكون الا بين متناسبين بالنّسبة الجسمانيّة وبهذه النّسبة يكتسب كلّ من المتوارثين كيفيّة من الآخر وسنخيّة له بها يستحقّ افضال الله بمال احدهما على الآخر وايضاً كلّ منهما لحمة من الآخر او كاللّحمة فكسب احدهما اختياراً كأنّه كسب الآخر او بين متناسبين بالنّسبة الكسبيّة الاختياريّة كعقد الملك فى مولى المعتق وعقد ضمان الجريرة فى ضامن الجريرة وعقد الاسلام والايمان فى النّبىّ (ص) او الامام (ع) فقال { وَ } ليس للرّجال والنّساء ان يرثهم كلّ احد منتسباً او غير منتسب بل { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ }.