خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَٰوةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَٰوةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا قَلِيلٌ وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً
٧٧
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَلَمْ تَرَ } الخطاب لمحمّد (ص) او لكلّ من يتأتّى منه الخطاب والمقصود التّنبيه على حال القاعدين وانّهم كالنّساء فى الجبن وضعف القلب حتّى يكون ترغيباً فى الجهاد وتحذيراً عن القعود كأنّه قال: انظر { إِلَى ٱلَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوۤاْ أَيْدِيَكُمْ } عن القتال والسنتكم عن الجدال كما اشير اليه فى الخبر { وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَآتُواْ ٱلزَّكَاةَ } حتّى تعلم فضيلة الجهاد وانّ الّذين يقعدون عن القتال مع الاعداء الظّاهرة او الباطنة لا تمكّن لهم فى شيءٍ من صفات الرّجال بل يكون حالهم كحال النّساء فى ابتغائهنّ الرّاحة والبقاء وخوفهنّ عن مجاهرة الاعداء، وان كان الخطاب للنّبىّ (ص) فالتّعريض بالامّة، ونزولها ان كان فى مؤمنى مكّة قبل هجرة الرّسول او قبل هجرتهم بعد هجرة الرّسول فهي جارية فى كلّ زمانٍ وزمان كلّ امام، فعن الباقر (ع) انتم والله اهل هذه الآية، وعن الصّادق (ع): كفّوا ايديكم يعنى كفّوا السنتكم، وعن الباقر (ع): كفّوا ايديكم مع الحسن (ع) كتب عليهم القتال مع الحسين (ع) الى اجلٍ قريبٍ الى خروج القائم عجّل الله فرجه فانّ معه الظّفر { فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ } لعدم تدّربهم الجهاد وعدم تمكّنهم فى صفات الرّجال { يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ } لضيق صدورهم عن مجاهرة الاعداء { رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ } زمان دولة المؤمنين وتلك الاحوال قد تعرض للسّالك فيؤمر بالعزلة عن الخلق والصّمت عن المجادلة والمكالمة من غير ضرورة ثمّ يؤمر بالمعاشرة والمدافعة عن اخوانه وقضاء حوائجهم فيضيق صدره عن ذلك ولا يتمالك نفسه حتّى يصدر عنه مثل هذه المقالات، وصدور مثل هذه المقالات عن الكافّين دليل فضيلة المقاتلة وشرف المعاشرة { قُلْ } لهم { مَتَاعُ ٱلدُّنْيَا } تمتّعها او أعراضها الّتى هى مرغوبة للنّساء { قَلِيلٌ } بحسب المقدار والكيفيّة والبقاء { وَٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ ٱتَّقَىٰ } عن التّعلّق بمتاع - الدّنيا وتسارع الى قتال الاعداء { وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً } حتّى تخافوا ان لا توجروا على متاعبكم فان كنتم تخافون الموت وفراق الدّنيا كالنّساء فاعلموا انّ الآخرة الّتى تفرّون منها خير لكم وان تسألوا انّ الفرار من القتال هل يورث البقاء؟ - فيقال فى الجواب { أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ ٱلْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ }