خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُواْ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً
٩٤
-النساء

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ } بارجلكم الارض { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } اى سافرتم فى الجهاد تأديب للمجاهدين باصلاح النّيّة فى الجهاد حتّى لا يغلب الهوى على امر الله { فَتَبَيَّنُواْ } فبالغوا فى طلب ظهور الامر من الكفر والايمان ممّن تلاقونه وقرئ فتثبّتوا بمعنى التأنّى والتّأمّل والمقصود واحد يعنى لا تعجلوا فى القتل قبل التيقّن بكفرهم { وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَىۤ إِلَيْكُمُ ٱلسَّلاَمَ } وقرئ السّلم يعنى الانقياد والتّسليم او تحيّة الاسلام اظهاراً لاسلامه بشعار الاسلام { لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا } اى لا تنكروا اسلامه لابتغاء ماله بقتله بل تبيّنوا أمره فان ظهر اثر الصّدق فلا تقتلوه { فَعِنْدَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ } اى لا تقولوا ذلك ولا تقتلوه فانّكم ان لا تقولوا تستحقّوا مغانم اكثر من غنيمته من الله فعند الله مغانم كثيرة مبذولة لمن امتثل امره ونهيه فأقيم السّبب مقام الجواب { كَذٰلِكَ كُنْتُمْ مِّن قَبْلُ } كافرين ومتزلزلين ومظهرين للاسلام بالسنتكم من غير علمٍ بمواطاة القلوب { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْكُمْ } بالتّحقّق بالايمان والاشتهار به { فَتَبَيَّنُواْ } كرّره للتّأكيد وللاشارة إلى انّ امتثال امر الله يقتضى التّبيّن والمقايسة الى انفسكم ايضاً تقتضى التبيّن { إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً } فاحتاطوا فى افعالكم وفى نيّاتكم، والآية ان وردت فى اسامة بن زيد وقتله يهودياً وعدم اعتنائه باظهاره الشّهادتين فهو عامٌ لا اختصاص له بالقتل ولا بالسّفر.