خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ
١٥
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ رَفِيعُ ٱلدَّرَجَاتِ } خبرٌ بعد خبرٍ لقوله هو فى هو الّذى يريكم، او صفة لله مقطوعة عن الوصفيّة بناءً على اكتسابه التّعريف من المضاف اليه على قراءة الرّفع، او باقية على الوصفيّة على قراءة النّصب، او حالٌ عنه بناءً على عدم اكتسابه التّعريف عن المضاف اليه، والرّفع بمعنى المرفوع بمعنى انّ درجات وجوده مرفوعة بحيث لا يناله ادراك مدرك سواه، او بمعنى الرّافع بمعنى انّه رافع درجات عباده، او درجات خلقه، او درجات فعله وصفاته { ذُو ٱلْعَرْشِ يُلْقِي ٱلرُّوحَ } قد فسّر الرّوح ههنا بالقرآن وبالوحى وبالنّبوّة وبجبرئيل وورد فى اخبارٍ عديدةٍ انّ الرّوح ملك اعظم من جبرائيل ولم يكن مع احدٍ من الانبياء (ع) وكان مع محمّدٍ (ص) وهو كان مع الائمّة (ع)، وفسّر الرّوح فى الاخبار بمعانٍ اُخر مثل روح الايمان وروح القوّة وروح الشّهوة وغير ذلك، ويجوز ان يفسّر بالولاية الّتى هى مصدر النّبوّة والرّسالة وروحهما فانّها حقيقة المشيّة الّتى هى متّحدة مع ربّ النّوع الانسانىّ الّذى هو ربّ جميع الارباب وعنه يعبّر بروح القدس الّذى لم يكن مع احدٍ من الانبياء (ع) وكان مع محمّدٍ (ص) { مِنْ أَمْرِهِ } اى من عالم امره، او من امره الّذى هو كلمة كن الوجوديّة، وهى المشيّة الّتى هى فعله وكلمته وأمره { عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ ٱلتَّلاَقِ } اى يوم تلاقى اهل الارض واهل السّماء، او تلاقى المحسن والمسيء، او تلاقى الاحبّاء، او تلاقى المظلوم والظّالم، او تلاقى المسرع والبطيء وتلاحق الكلّ، او تلاقى الاتباع والمتبوعين وهو يوم القيامة.