خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ
١٧
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلْيَوْمَ تُجْزَىٰ } تكرار اليوم لتمكين ذلك اليوم فى القلوب تهديداً منه وترغيباً اليه { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَـسَبَتْ لاَ ظُلْمَ ٱلْيَوْمَ } بنقص ثوابٍ او زيادة عقابٍ { إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ } جواب سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: النّفوس البشريّة غير متناهيةٍ فكيف يمكن محاسبة الكلّ فى يومٍ واحدٍ؟ - فقال: ان الله سريع الحساب يحاسب الكلّ فى وقتٍ واحدٍ لانّه لا يشغله شأنٌ عن شأنٍ ولا حسابٌ عن حسابٍ، عن امير المؤمنين (ع): الميم ملك الله يوم لا مالك غيره ويقول الله { { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ } [غافر: 16 ]؟ - ثمّ تنطق ارواح انبيائه ورسله وحججه فيقولون: لله الواحد القهّار، فيقول الله جلّ جلاله: اليوم تجزى (الآية) وعنه (ع): انّه سبحانه يعود بعد فناء الدّنيا وحده لا شيء معه كما كان قبل ابتدائها كذلك يكون بعد فنائها بلا وقتٍ ولا مكانٍ ولا حينٍ ولا زمانٍ عدمت عند ذلك الآجال والاوقات، وزالت السّنون والسّاعات، فلا شيء الاّ الواحد القهّار الّذى اليه مصير جميع الامور بلا قدرةٍ منها كان ابتداء خلقها، وبغير امتناعٍ كان فناؤها، ولو قدرت على الامتناع لدام بقاؤها.