خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٧
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ
٨
-غافر

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ ومقابلٌ لقوله: ما يجادل فى آيات الله كأنّه قيل: هذا حال الكافرين والمجادلين فى آيات الله فما حال المؤمنين؟ - فقال: حالهم انّ الّذين يحملون العرش { وَمَنْ حَوْلَهُ } عطف على الّذين يحملون العرش او عطفٌ على العرش { يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ } قد مضى فى اوّل الفاتحة وفى غيرها وجه تقييد التّسبيح بالحمد { وَيُؤْمِنُونَ بِهِ } ذكرهم بوصف الايمان تفخيماً لشأن الايمان وتعظيماً لاهله وبشارةً لهم { وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ } واستغفارهم مستجاب لخلوّهم عن الهوى واغراض النّفس، والمراد بالّذين آمنوا الّذين يستغفر لهم الملائكة من آمن بالايمان الخاصّ والبيعة الخاصّة الولويّة دون من اسلم بالبيعة العامّة النّبويّة فقط، فانّهم وان كانوا مغفورين اذا لم يتنبّهوا بالبيعة الاخرى ولم يتذكّروا بالولاية، وانّ الايمان ليس الاّ بالبيعة الخاصّة الولويّة وكانوا فى متابعتهم للرّسل (ص) ثابتين غير متلوّنين لكن ما به استغفار الملائكة ليس الاّ انفحّة الولاية كما ورد فى اخبارنا تفسيرهم بشيعتهم، فعن الرّضا (ع) للّذين آمنوا بولايتنا، وعن الصّادق (ع) انّ لله ملائكةً يسقطون الذّنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الرّيح الورق فى اوان سقوطه وذلك قوله تعالى: الّذين يحملون العرش (الآية) قال استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق { رَبَّنَا } استينافٌ جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ بتقدير القول، او حالٌ بتقدير القول { وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ } يعنى بالتّوبة الخاصّة الولويّة الجارية على يد ولىّ الامر فى ضمن البيعة الخاصّة { وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ } فى مقام عملوا الصّالحات المذكور فى سائر الآيات مع الايمان { وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ } هى جنّات الاقامة الّتى لا يخرج منها الى غيرها لكونها آخرة الجنّات { ٱلَّتِي وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صَـلَحَ مِنْ آبَآئِهِمْ } عطف على مفعول وعدتهم او على مفعول أدخلهم والمراد بالصّلاح استعداد الصّلاح فانّه نحو صلاحٍ لا الصّلاح بالفعل الحاصل بالولاية والبيعة الخاصّة فانّه لو اريد ذلك الصّلاح لم يكن دخولهم بتبعيّة الغير ولم يثبت بذلك للمتبوع شرافةٌ فانّ شرافة المؤمن بان يكون يدخل الجنّة بواسطته آباءه واتباعه الّذين لم يستحقّوا دخولها بانفسهم، فانّ من لم يبطل استعداده من آباء المؤمنين واولادهم وازواجهم يدخل الجنّة ان شاء الله بواسطتهم، ويجوز ان يراد بالصّلاح الصّلاح بالفعل فيكون للآباء والاتباع استحقاق الدّخول بسبب الايمان وبسبب نسبتهم الى المؤمن فانّهم ينتفعون بتلك النّسبة ايضاً { وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ } تقديم الازواج لمراعاة التّرتيب فى الوجود لا فى الشّرف ولا فى النّسبة { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ } اى الغالب الّذى لا يمنع من مراده { ٱلْحَكِيمُ } الّذى يعلم دقائق الاستعداد والاستحقاق وتفعل على حسبها بحيث لا يمكن ابطال فعلك والسّؤال عنك فيه.