خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ
١١
-فصلت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ } اى قصد الى خلقها وثمّ للتّرتيب فى الاخبار لا فى الوجود او فى الوجود لكن فى العالم الصّغير، فانّ حدوث سماء الارواح فى العالم الصّغير بعد وجود ارض البدن وقواها وتقدير رزقها { وَهِيَ دُخَانٌ } اى حالكون السّماء قبل تماميّة خلقتها كانت بخاراً فانّ النّفوس المعبّر عنها بالارواح مركبها ومادّتها البخار المتولّد من القلب المختلط مع الدّخان المتصاعد الى الدّماغ لتعديله وبعد تعديله ببرودة الدّماغ يتعلّق بل يتّحد معه النّفس الحيوانيّة ثمّ الانسانيّة { فَقَالَ } بعد خلق الارض وتسوية السّماء { لَهَا وَلِلأَرْضِ ٱئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً } الاتيان الى الله وطاعته طوعاً حقّ السّماوات، والاتيان كرهاً حقّ الارض، واعتبر ذلك بارض وجودك وسماواته فانّ القوى والمدارك الّتى هى سماويّة مطيعة للنّفس بالطّوع والفطرة بحيث لا يتخلّف طاعتها عن امر النّفس والبدن الّذى هو ارض وجودك واعضائه طاعتها للنّفس ليست الاّ بخلاف فطرتها، لكن اذا تبدّل الارض غير الارض وصار ارض البدن الطّبيعىّ مغلوبة لارض البدن المثالىّ بحيث لا يبقى حكم الطّبيعىّ وكان الحكم للمثالىّ كان اتيانه الى الله وطاعته للنّفس طوعاً كالمثالىّ { قَالَتَآ أَتَيْنَا طَآئِعِينَ } بعد ما صارت الارض مغلوبة للسّماوات، وانّما أتى بجمع العقلاء الذّكور لانّ هذا الخطاب ليس الاّ للعقلاء فلمّا خوطبن بخطاب العقلاء أتى لهنّ بجمع العقلاء الذّكور.