خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱلَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ وَهُمْ لاَ يَسْئَمُونَ
٣٨
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
٣٩
-فصلت

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

فَإِنِ ٱسْتَكْبَرُواْ } صرف الخطاب عنهم الى نبيّه (ص) لانّ النّهى والامر كانا للمشركين بالاشراك الصّورىّ الّذين كانوا يعبدون الشّمس والقمر، او للمشركين بالاشراك المعنوىّ الّذين كانوا يعبدون النّفس واهويتها، او الّذين كانوا يرون النّبىّ (ص) او خليفته (ع) منفكّاً عن الله تعالى، او الّذين كانوا يعبدون الملائكة وكانوا يرونهم غير الله، وكان المناسب ان يكون الخطاب لهم حتّى يكون سبباً لنشاطهم فى الاستماع، وهذا تسليةٌ له (ص) عن حزنه على استكبارهم { فَٱلَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ } من الملائكة المقرّبين الّذين لهم مقام العنديّة بالنّسبة اليه تعالى ومن الاناسىّ الكاملين الّذين حصل لهم مقام العنديّة { يُسَبِّحُونَ لَهُ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ } الاتيان باللّيل والنّهار قيداً لتسبيحهم دليلٌ على ارادة الكمّلين من الاناسىّ { وَهُمْ لاَ يَسْأَمُونَ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً } كناية عن يبسه وقراره { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ } اهتزاز الارض بهيجان حبوبها وعروقها لنبت النّبات وورق الاشجار { وَرَبَتْ } بالنّبات { إِنَّ ٱلَّذِيۤ أَحْيَاهَا } بالنّبات بعد موتها عن النّبات { لَمُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ } بالحياة الشّريفة الانسانيّة بعد موتهم عن الحياة الحيوانيّة بل عن الحياة البشريّة عند النّفخة الاولى { إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } من الاماتة والاحياء وغير ذلك.