خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَصَـٰبَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ
٣٠
-الشورى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَآ أَصَابَكُمْ مِّن مُّصِيبَةٍ } عطف فيه ايضاً رفع توهّم انّه لو كان ينشر رحمته وكان وليّاً لعباده حميداً فى صفاته فلم يصاب العباد بالمصائب { فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ } برحمته وتربيته { عَن كَثِيرٍ } ممّا كسبت ايديكم وهل ذلك عامّ لكلّ من يصاب او خاصّ ببعضٍ والبعض الآخر مصيبته لرفع درجته لا لذنبٍ وقع منه كما فى الاخبار، ويمكن التّعميم بتعميم الذّنب للذّنوب الّتى عدّوها فى الشّريعة ذنوباً ولما يعدّ فى الطّريق ذنوباً ولما يعدّ من المقرّبين ذنوباً، فانّ خطرات القلوب ذنوب الاولياء (ع)، والالتفات الى غير الله ذنوب الانبياء (ع)، مع انّهم كانوا مأمورين بالتّوجّه الى الكثرات، وعن الصّادق (ع) انّه سئل: ارأيت ما اصاب عليّاً (ع) واهل بيته (ع) من بعده؟! اهو بما كسبت ايديهم؟ وهم اهل بيت طهارة معصومون؟! فقال: انّ رسول الله (ص) كان يتوب الى الله ويستغفره فى كلّ يوم وليلة مائة مرّة من غير ذنبٍ، انّ الله يخصّ اولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنبٍ، وعن علىٍّ (ع) انّه قال: قال رسول الله (ص): "خير آيةٍ فى كتاب الله هذه الآية، يا علىّ ما من خدش عودٍ ولا نكبة قدمٍ الاّ بذنبٍ، وما عفا الله عنه فى الدّنيا فهو اكرم من ان يعود فيه، وما عاقب عليه فى الدّنيا فهو اعدل من ان يثنّى على عبده" .