خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ
٤٤
وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ
٤٥
-الشورى

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ } استدراك اى ولكن من يضلل الله عن هاتين الخصلتين بالاقدام على الاقتصاص { فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ } سمّى عدم الوصول والاهتداء الى تينك الخصلتين ضلالاً لانّه انحراف عن الكمال الانسانىّ الّذى هو الجادّة الى الله، او المعنى ومن يضلله الله بالجناية والظّلم على العباد بغير الحقّ { وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ } الخطاب خاصّ بمحمّدٍ (ص) وحينئذٍ جاز ان يكون ترى للاستقبال وجاوز ان يكون للحال فانّه يرى حالهم فى الحال، او الخطاب عامّ وحينئذٍ يكون للاستقبال او للحال بمعنى ينبغى ان ترى { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } اى على النّار قبل دخولهم النّار { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } والخشوع من الذّلّ لا ينفع بخلاف الخشوع من الحبّ فانّه متى وجد نفع { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } الطّرف العين او حركة جفنيها، فان كان بمعنى العين فالمعنى من طرفٍ خفىّ النّظر، وان كان بمعنى حركة الجفنين فالمعنى ينظرون نظراً ناشئاً من حركةٍ خفيّةٍ لاجفانهم والمقصود انّهم لغاية خوفهم ووحشتهم لا يقدرون على النّظر التّامّ الى النّار { وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } التّأدية بالماضى لتحقّق وقوعه ان كان المراد انّهم يقولون يوم القيامة ذلك بعد ما رأوا الظّالمين فى العذاب او لكونه بالنّسبة الى محمّدٍ (ص) ماضياً، او المعنى قال الّذين آمنوا فى حال الحياة الدّنيا بعد ما علموا بحال الظّالمين وسوء عاقبتهم { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ } يعنى انّ الخاسرين هؤلاء الظّالمون الّذين خسروا { أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } هذا من قول المؤمنين او من الله.