خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٢٣
-الجاثية

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ أَفَرَأَيْتَ } استفهام فى معنى الامر ويستفاد منه التّعجيب ايضاً والمعنى فانظر { مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } قد مرّ فى سورة الفرقان بيان هذه الآية عند قوله ارأيت من اتّخذ الهه هواه والخطاب عامّ او خاصّ بمحمّدٍ (ص)، قيل: نزلت فى قريشٍ كلّما هووا شيئاً عبدوه والحقّ انّ الآية جارية فى من غصبوا حقّ علىٍّ (ع) بعد محمّدٍ (ص) واتّخذوا اماماً بأهوائهم { وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } اى حالكون الله على علمٍ باستعداده واستحقاقه للضّلال، او حال كون الضّالّ على علمٍ برشده وهداه، او حالكونه كان على نور العلم فأضلّه الله بعد كونه على نور العلم كمن آتاه آياته فانسلخ منها فصار من الغاوين { وَخَتَمَ } الله { عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً } قد مرّ فى اوّل البقرة بيان الختم على السّمع والقلب وغشاوة البصر { فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ ٱللَّهِ } اى من بعد اضلاله وعدم هدايته { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } ان ليس الجاهل كالعالم ولا الفاسق كالمؤمن وان لا هادى بعد الله واضلاله.