خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ ءَاسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ
١٥
-محمد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَّثَلُ ٱلْجَنَّةِ } جوابُ سؤالٍ مقدّرٍ كأنّه قيل: ما وصف الجنّة الموعودة للمؤمنين وحكايتها؟ - فقال: وصف الجنّة { ٱلَّتِي وُعِدَ ٱلْمُتَّقُونَ فِيهَآ أَنْهَارٌ مِّن مَّآءٍ غَيْرِ آسِنٍ } غير متغيّرٍ بحسب الطّعم والرّيح واللّون والجملة خبر المثل، واكتفى عن الرّابط بكونها عين المبتدأ { وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ } مصدر بمعنى الوصف او وصف، وخمر الجنّة لا حرمة فيها ولا نجاسة ولا غائلة خمارٍ ولا نتن ريحٍ ولا مرارة طعمٍ ولذلك وصفها باللّذّة { وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى } ممّا يخالط العسل الدّنيوىّ { وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ } الدّنيويّة والاُخرويّة من ثمرات العلوم والمشاهدات والتّسبيح والتّحميد { وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ } فوق الكلّ { كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي ٱلنَّارِ } خبر مبتدءٍ محذوفٍ اى امن كان فى الجنّة فى تلك النّعم كمن هو خالدٌ فى النّار { وَسُقُواْ مَآءً حَمِيماً } مسخّناً وقد يكون الحميم بمعنى الماء البارد ولكنّ المراد ههنا الاوّل { فَقَطَّعَ أَمْعَآءَهُمْ } من فرط حرارته، وهذا مقابل الانهار الّتى وعد المتّقون.