خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم
٣٨
-محمد

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ هَا أَنتُمْ هَـٰؤُلاَءِ } قد مضى الكلمتان فى سورة آل عمران مع بيانٍ لهما { تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } لا ان تعطوا رسولنا، وتدعون لتنفقوا شيئاً يسيراً من اموالكم فى سبيل الله لا ان تعطوا كثيراً من اموالكم { فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ } بالانفاق بما فرض الله وبغيره { وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ } اى يبخل متجاوزاً عن خير نفسه فانّ الانفاق كما مضى فى اوّل البقرة مورثٌ لاخذ الاشرف والاولى وقد مضى هناك ايضاً انّ الانفاق اعمّ من انفاق المال والقوى والجاه والقوّة والانانيّة { وَٱللَّهُ ٱلْغَنِيُّ } فلا يأمركم بالانفاق لحاجةٍ له اليه { وَأَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ } فيأمركم بالانفاق لحاجتكم فى استكمالكم الى الانفاق { وَإِن تَتَوَلَّوْاْ } عن الايمان بعلىٍّ (ع) او عن طاعة الرّسول (ص) فيما امركم به من الانفاق وغيره { يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ } القمّىّ قال: يدخلهم فى هذا الامر { ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم } فى ان يقولوا بافواههم ما ليس فى قلوبهم وقد فسّر القوم الآخر بابناء الموالى فى عدّة اخبارٍ، وفى المجمع "روى ابو هريرة انّ ناسً من اصحاب رسول الله (ص) قالوا: يا رسول الله (ص) من هؤلاء الّذين ذكر الله فى كتابه؟ (وكان سلمان الى جنب رسول الله (ص)) فضرب يده على فخذ سلمان فقال: هذا وقومه، والّذى نفسى بيده لو كان الايمان منوطاً بالثّريّا تتناوله رجالٌ من فارس" ، وعن الصّادق (ع): من اراد ان يعرف حالنا وحال اعدائنا فليقرأ سورة محمّدٍ (ص) فانّه يراها آيةً فينا وآيةً فيهم.