خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
٦
وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ ٱلإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ
٧
-الحجرات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوۤاْ } نزلت الآية فى الوليد بن عقبة بعثه رسول الله (ص) فى صدقات بنى المصطلق فخرجوا يتلقّونه فرحاً به وكانت بينهم عداوة فى الجاهليّة فظنّ انّهم همّوا بقتله فرجع الى رسول الله (ص) وقال: انّهم منعوا صدقاتهم فغضب النّبىّ (ص) فنزلت الآية، وقيل: نزلت فى عائشة حين رمت مارية القبطيّة بجريح القبطىّ، فدعا رسول الله (ص) عليّاً (ع) وقال: "يا اخى خذ هذا السّيف فان وجدته عندها فاقتله" ، فقال: يا رسول الله (ص) اكون فى امرك اذا ارسلتنى كالسّكّة المحماة امضى لما امرتنى ام الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب، فقال: "بل الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب" ، قال علىّ (ع) فأقبلت متوشّحاً بالسّيف فوجدته عندها فاخترطت السّيف فلمّا عرف انّى اريده أتى نخلة فرقى اليها ثمّ رمى بنفسه على قفاه وشغر برجليه فاذا انّه اجبّ امسح، ماله ما للرّجال، فرجعت فأخبرت النّبىّ (ص) فقال: "الحمد لله الّذى يصرف عنّا السّوء اهل البيت" ، والمعنى ان جاءكم جنس الفاسق الخارج عن طاعة الله ورسوله او جاءكم فاسق واحد فتبيّنوا الخبر وتجسّسوا صدقه وكذبه، وقد مضى مكرّراً انّ مفهوم المخالفة غير معتبرٍ فى المخاطبات خصوصاً فى الاحكام فليس المقصود ان جاءكم عادل فاعملوا ولا تبيّنوا، ولا ان جاءكم فاسقان فلا تبيّنوا واعملوا، فمن اعتبر المفهوم وقال: خبر العدل الواحد حجّة باعتبار مفهوم مخالفة هذه الآية لا يُصغى اليه { أَن تُصِيبُواْ } كراهة ان تصيبوا { قَوْماً بِجَهَالَةٍ } بحالهم { فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ ٱللَّهِ } فتبيّنوا الاخبار بالعرض عليه واستأذنوه فى العمل بها حتّى لا تصيروا نادمين على فعلكم، او هو تمهيد لما بعده كأنّه قال: انّ هذا الّذى هو فيكم هو رسول الله (ص) اعتباراً للوصف العنوانىّ { لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ ٱلأَمْرِ } ويطرح امر الله وحكمه { لَعَنِتُّمْ } لتعبتم او هلكتم وهو ردّ لما اشار اليه بعضهم من الايقاع ببنى المصطلق { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ حَبَّبَ } استدراكٌ لما توهّم من انّهم ارادوا ان يحملوا رسول الله (ص) على طاعتهم كأنّه قال لكنّ الله حبّب { إِلَيْكُمُ ٱلأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ ٱلْكُفْرَ وَٱلْفُسُوقَ وَٱلْعِصْيَانَ } فلا تريدون حمل الرّسول (ص) على اتّباعكم والمراد بالايمان علىّ (ع)، او قبول ولايته، او محمّد (ص)، او قبول رسالته الّذى هو الاسلام { أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلرَّاشِدُونَ } جوابٌ لسؤالٍ مقدّرٍ وصرفٌ للخطاب عن المؤمنين والجملة معترضة او غير معترضة.