خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ
٩
-الحجرات

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } اى المسلمين { ٱقْتَتَلُواْ } بيانٌ لادب المعاشرة { فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَىٰ ٱلأُخْرَىٰ فَقَاتِلُواْ ٱلَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيۤءَ إِلَىٰ أَمْرِ ٱللَّهِ } بالرّجوع الى الرّسول وما حكم به { فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُواْ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ } لمّا كان الاصلاح بعد الامر بالمقاتلة مع الباغين مظنّة للحيف قيّده بالعدل، او المراد انّ الاصلاح كما يكون باستيفاء جميع الحقوق من الطّرفين يكون باسقاط بعض الحقوق والاغماض عن بعضٍ فقيّده بالعدل للاشعار بانّ الاصلاح ينبغى ان يكون باستيفاء الحقوق { وَأَقْسِطُوۤاْ } فى جميع الامور حتّى فى العبادات فلا تضيّقوا على انفسكم { إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ } قيل: نزلت فى قتالٍ وقع بين الاوس والخزرج فى عهد الرّسول (ص) بالسّعف والنّعال، وعن الصّادق (ع) لمّا نزلت هذه الآية قال رسول الله (ص): "انّ منكم من يقاتل بعدى على التّأويل كما قاتلت على التّنزيل، فسئل من هو؟ - قال: خاصف النّعل" يعنى امير المؤمنين (ع) فقال عمّار بن ياسر: قاتلت بهذه الآية مع رسول الله (ص) ثلاثاً وهذه الرّابعة والله لو ضربونا حتّى يبلغوا بنا السّعفات من هجرٍ لعلمنا انّا على الحقّ وانّهم على الباطل، وكانت السّيرة فيهم من امير المؤمنين (ع) ما كان من رسول الله (ص) فى اهل مكّة يوم فتح مكّة فانّه لم يَسْب لهم ذرّيّة وقال: من اغلق بابه فهو آمنٌ، ومن القى سلاحه فهو آمنٌ، ومن دخل دار ابى سفيان فهو آمنٌ، وكذلك قال امير المؤمنين (ع) يوم البصرة نادى فيهم لا تَسْبوا لهم ذرّيّةً، ولا تجهزوا على جريحٍ، ولا تتبعوا مدبراً، ومن اغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.