خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَهَـٰذَا كِتَٰبٌ أَنزَلْنَـٰهُ مُبَارَكٌ فَٱتَّبِعُوهُ وَٱتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ
١٥٥
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَهَـٰذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ } كثير الخير والنّفع لانّ البركة الزّيادة والنّماء فى الخير وهو كلمة جامعة لكلّ ما ذكر فى وصف كتاب موسى (ع) مع شيءٍ زائدٍ وهو تعميم البركة لكلّ ما يتصوّر فيه البركة، وفى لفظ انزلنا دون آتينا دلالة على شرافة هذا الكتاب كأنّ كتاب موسى (ع) كان من سنخ هذا العالم فآتاه الله، والقرآن كان فى مقام اعلى من هذا العالم فأنزل الله الى هذا العالم السّفلىّ وآتاه محمّداً (ص) { فَٱتَّبِعُوهُ } حتّى تفوزوا من اتّباعه بولىّ امركم واتّباعه فانّ فيه حجتّه وباتّباعه تفوزون بفتح باب القلب وبفتحه نزول الرّحمة من الله وادنى مراتب حقيقة الرّحمة هو ملكوت ولىّ الامر { وَٱتَّقُواْ } مخالفة ما فيه { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } بلقاء ملكوت ولىّ امركم فانّ دار الشّياطين هى حقيقة سخط الله والدّنيا هى مظهر رحمته وسخطه معاً والملكوت العليا هى حقيقة رحمته المتجوهرة وكذا الجبروت والمشيّة، وفى الاقتصار على لفظ ترحمون هنا والاتيان بقوله بلقاء ربّكم تؤمنون هناك دلالة على شرافة هذا الكتاب كما لا يخفى.