{ مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } الحسنة وصف من الحسن والتّاء فيه للنّقل من الوصفيّة الى الاسميّة، فانّها صارت اسماً لاشياء مخصوصة ورد عن الشّريعة حسنها او للتّأنيث فى الاصل بتقدير الخصلة الحسنة، وحقيقة الحسن هى الولاية المطلقة وهى علىّ (ع) بعلويّته والنّبوّات واحكامها القالبيّة والولايات الجزئيّة واحكامها القلبيّة اظلال الولاية المطلقة وقبول النّبوّات والولايات ايضاً ظلّها، وكلّ فعل وقول وخلق كان من جهة الولاية كان حسناً بحسنها لكونه ظلّها ايضاً، ويعلم السّيّئة بالمقايسة الى الحسنة فاصل السّيّئة اتّباع النّفس المعبّر عنه بولاية اعداء آل محمّد ومخالفيهم. واعلم، انّ الانسان مفطور على السّير الى الآخرة ودار النّعيم وحيازة درجاتها، فاذا فرض عمل يعينه على سيره وعمل آخر مثل هذا العمل يقسره على الحركة الى الجحيم والى خلاف فطرته، فاذا كان تحريك العمل الى جهة خلاف الفطرة درجة مثلاً كان تحريك العمل الموافق للفطرة ازيد من تحريك العمل المخالف للفطرة بمراتب عديدة، واقلّها عشر درجات واكثرها لا حدّ لها بتفاوت استعداد الاشخاص وهذا نظير تحريك الحجر هابطاً وصاعداً بقوّةٍ واحدةٍ، فانّ الهابط يكون اسرع حركة من الصّاعد { وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَىۤ إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ } اى المحسنون والمسيئون { لاَ يُظْلَمُونَ } بنقص الجزاء وتضعيف العقاب.