خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ
٣١
وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٣٢
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِ } فى مظاهره الولويّة فانّ لقاءه تعالى اضافة بينه وبين عبده وحقيقة اضافاته تعالى هى اضافته الاشراقيّة الّتى هى الولاية المطلقة وهى علىّ (ع) بعلويّته { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمُ ٱلسَّاعَةُ } ساعة الموت او ساعة القيامة او ظهور القائم (ع) يعنى ظهور الامام عند حضور السّاعة وقد فسّرت فى الاخبار بكلّ والكلّ راجع الى معنى واحد والتّفاوت اعتبارىّ { بَغْتَةً } ولقوا الله بظهور علىّ (ع) او ظهور القائم (ع) { قَالُواْ يٰحَسْرَتَنَا } جيئي فهذا اوان حضورك { عَلَىٰ مَا فَرَّطْنَا } وقصّرنا { فِيهَا } فى السّاعة ولقاء الرّبّ عندها { وَهُمْ } حينئذٍ { يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ } اثقالهم الّتى كسبوها فى الدّنيا { عَلَىٰ ظُهُورِهِمْ } لانّه لا يزر اليوم وازرٌ وزر آخر { أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ وَمَا ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ } لا يليق بالحكيم ان يجعل مثلها غايةً لفعله؛ واللّعب ما كان له غاية خياليّة، واللّهو ما لم يكن له غاية، وهو عطف على { وَقَالُوۤاْ إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا ٱلدُّنْيَا }، او على { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } او على { بَلَىٰ وَرَبِّنَا }، او على { فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ }، او على { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ }، او على { يٰحَسْرَتَنَا }، او على { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ }، او حال متعلّق بواحدة من الجمل السّابقة { وَلَلدَّارُ ٱلآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ } وامّا الّذين لا يتّقون فى اشدّ دار لهم عذاباً { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } انّه لا يليق بالحكيم جعل الاولى غاية ويليق به جعل الثّانية غاية فاطلبوها.