خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا } عطف على محذوف اى فالّذين آمنوا بآياتنا وصدّقوها خارجون من صمم الحيوانات وبكمها وظلماتها بامتيازهم بالعلم عنها، والّذين كذّبوا بآياتنا التّدوينيّة والتّكوينيّة الآفاقيّة وعلىّ (ع) اعظمها والانفسيّة والعقل اعظمها وهو مظهر علىّ (ع) { صُمٌّ وَبُكْمٌ } مثل سائر الدّوابّ وليس الفرق بينهم الاّ بالايمان والعلم { فِي ٱلظُّلُمَاتِ } زائداً على سائر الدّوابّ فانّها غير خارجة من انوار نفوسها الضّعيفة بخلاف الكافر بالولاية فانّه يخرج من نوره القوىّ الّذى هو نور النّفس الانسانيّة وهو جهة العلم والايمان الى ظلمات الجهل السّاذج ثمّ ظلمات الجهل المركّب ثمّ ظلمات الاهوية الفاسدة ثمّ ظلمات الطّبع ثمّ استدرك توهّم انّ فى ملكه، ما ليس بمشيّته بقوله تعالى { مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ } ويجعله اصمّ وابكم وفى الظّلمات { وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } الصّراط المستقيم كما سبق هو طريق الولاية وطريق القلب الى الله وهو الولاية التّكوينيّة وصاحب الولاية طريق ايضاً بمراتبه المنتهية الى الله والاصل فى صاحبى الولاية علىّ (ع) وطريق القلب وطريق الولاية وصاحب الولاية متّحدة والتغائر اعتبارىّ فصحّ تفسير الطّريق المستقيم بالولاية وبعلّى (ع) كلّما وقع كما فسّروه لنا، فالمعنى من يشأ الله يضلله عن الولاية ومن يشأ يجعله على ولاية علىّ (ع).