خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـٰكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ ٱلسَّاعَةُ أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ
٤٠
-الأنعام

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ قُلْ أَرَأَيْتُكُم } هذه اللّفظة لكثرة استعمالها صارت كالمثل فلا يتغيّر الضّمير المرفوع بحسب حال المخاطب وقد يلحق صورة الضّمير المنصوب بها وقد لا تلحق واذا لحقت يلحظ فيها كثيراً حال المخاطب وهى حرف خطابٍ او ضمير نصب تأكيد للضّمير المرفوع او مفعول اوّل لرأيت واذا كانت حرفاً للخطاب او تأكيداً للضّمير المرفوع فمفعولا رأيت كانا محذوفين، او جملة الشّرط والجزاء قائمة مقامهما معلّقاً عنها رأيت، او جملة غير الله تدعون معلّقاً عنها واذا كانت مفعولاً اوّلاً فالمفعول الثّانى محذوف او هو جملة الشّرط والجزاء او جملة غير الله تدعون معلّقاً عنها مفعولاً واذا كانت اوّلاً فالمفعول الثّانى محذوف او هو جملة الشّرط والجزاء او جملة غير الله تدعون معلّقاً عنها العامل ولمّا كان الاستفهام استخباراً او كانت هذه الكلمة غير باقية على صورتها ومعناها الاصيلين صار المقصود الاستخبار من مضمون ما بعدها من غير نظرٍ الى مضمون نفسها فكأنّه قال اخبرونى { إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ ٱللَّهِ } فى الدّنيا والآخرة او المنظور منه عذاب الدّنيا فقط لاشعار السّاعة بعذاب الآخرة { أَوْ أَتَتْكُمْ ٱلسَّاعَةُ } فسّرت السّاعة بساعة الموت وساعة ظهور القائم عجّل الله فرجه وبساعة القيامة والكلّ صحيح اذا المقصود إتيان حالة لا يثبت فيه الخيال ويفرّ الهوى والآمال وهذه الحالة تكون فى كلّ من هذه { أَغَيْرَ ٱللَّهِ تَدْعُونَ } يعنى لا تدعون فى هذه الحال الاّ الله المتعال لانّ كلّ ما سواه ممّا هو متشبّث الخيال ومعتمد الهوى والآمال ينسى ولا يبقى فى تلك الحالة الاّ الفطرة الانسانيّة المفطورة على دعاء الله وجواب الشّرط محذوف او هو جملة اغير الله بحذف الفاء { إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } فى اشراك الاصنام او الكواكب فى الآلهة والجملة معترضة وجواب الشّرط محذوف والتّقدير ان كنتم صادقين فادعوا غير الله فى تلك الحال.