خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَابَنِيۤ ءَادَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ
٢٧
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ يَابَنِيۤ آدَمَ } نداء آخر لهم بعد ذكر نعمة ستر عوراتهم لنهيهم عمّا يزيل تلك النّعمة { لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ } بتزيين شجرة النّفس وثمرة مشتهياتها وايلاعكم بها فيزيل عنكم تلك النّعمة من فُتِن الى النّساء، على صيغة المفعول اذا اولع بهنّ واراد الفجور { كَمَآ أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ } بالافتتان بشجرة النّفس { مِّنَ ٱلْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَآ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } لانّهم من اهل الملكوت السّفلى ولا يراهم البشر ببصره الملكىّ بل ببصيرته الملكوتيّة والجملة تعليل للتّحذير والتّذكير المستفاد من النّهى تأكيداً له، ولمّا كان هناك مظنّة سؤال ان لا يمكن الخلاص لاحد من فتنته لعداوته وخفائه وخفاء مخايل عداوته فلم يكن فائدة للنّهى والتّحذير عنه، قال تعالى جواباً انّ وجه الخلاص منه الايمان بالآخرة والخروج من الرّسوم والعادة، لانّا لم نجعل للشّياطين تصرّفاً وتسلّطاً على من هذه صفته { إِنَّا جَعَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ أَوْلِيَآءَ لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } لتخليتنا بينهم وبينهم بعدم محافظة الملائكة.