خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَٱلَّذِي خَبُثَ لاَ يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً كَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ
٥٨
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَٱلْبَلَدُ ٱلطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ } كأنّه استدراك لما توهّم من تساوى البلاد فى خروج النّبات منها وتساوى الاموات فى كيفيّة الاحياء وحالة الحيوة، كأنّه قال ولكنّ البلد الطّيّب يخرج نباته باذن ربّه يعنى يخرج جميع ما يمكن ان ينبت فيه، فانّه المستفاد منه بحسب مخاطبات العرف خصوصاً مع اضافة النّبات المشعرة بالعموم ومع المقابلة مع قرينة وهو قوله { وَٱلَّذِي خَبُثَ } بالنّسبة الى الاراضى الصّالحة بسبب كونه سبخة { لاَ يَخْرُجُ } نباته { إِلاَّ نَكِداً } قليل المقدار عديم النّفع { كَذٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ } نعمنا الظّاهرة والباطنة وان كان بصورة الرّياح المختلفة والابتلاءات والنّقمات، فانّ تصريف امثال هذه الآيات لمن عرف انّها نعم لا لمن رآها نقماً ولا يشكر بل يكفر بسببها، فانّ كفره وكفرانه ليس غاية لفعلنا بل هو مترتّب عليه بالعرض، ونقل انّه قال عمرو بن العاص للحسين بن علىّ عليهما السّلام: ما بال لحاكم اوفر من لحانا؟ فقرأ هذه الآية، وامثال هذا التّفسير للآيات تدلّ على جواز تعميمها فى كلّ ما يمكن ان تصدق عليه حقيقةً او مجازاً.