خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ
٩٤
-الأعراف

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّبِيٍّ إِلاَّ أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِٱلْبَأْسَآءِ } البأساء الشّدّة والفقر والشدّة فى الحرب { وَٱلضَّرَّآءِ } فى الاموال والانفس { لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ } اعلم، انّ المانع من قبول النّبوّة والانقياد تحت احكام القالب وكذا من قبول الولاية والانقياد تحت احكام القلب هو استبداد الانسان بالرّأى واستقلاله فى الأمر وظنّ عدم احتياجه الى غيره، وكلّ ذلك من صفات النّفس والخيال، وهذه هى المانعة من ظهور حقّيّة المحقّ وبطلان المبطل، ولمّا كان تماميّة الدّعوة بوجود الدّاعى ودعوته واستعداد القابل واستحقاقه وانتفاء المانع ومنعه فاذا اراد الله تعالى هداية قومٍ ودعوتهم الى الحقّ، سواء كان ذلك فى العالم الكبير او الصّغير بعث اليهم من يدعوهم اليه ليتحقّق الدّعوة واخذ المدعوّين بالبأساء والضّراء، ليستعدّوا بذلك ويرتفع المانع من قبول دعوة الدّاعى والحاجب من ظهور حقّيّته وليتضرّعوا ويلتجؤا بترك الاستبداد والانانيّة حتّى يستحقّوا بذلك رحمة الله وقبول دعوت الدّاعى.