خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ
١١٣
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } يعنى ما صحّ { أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوۤاْ أُوْلِي قُرْبَىٰ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ } بلغ غاية الوضوح { لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ } اعلم، انّ الكافر ما لم ينقطع فطرته الّتى هى لطيفته الانسانيّة لا منع فى الاستغفار والدّعاء بالخير له حيّاً وميّتاً ولا يجوز لعنه على الاطلاق بل يجوز من حيث كفره وشركه، وللاشارة الى هذا المعنى قوله تعالى { { إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِّنَ ٱلْقَالِينَ } [الشعراء: 168] و { { إِنِّي بَرِيۤءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ } [الشعراء: 216]، واذا انقطع فطرته يجوز لعنه على الاطلاق ولا يجوز له الدّعاء بالخير ولا يعلم قطع الفطرة الاّ بشهود مراتب وجوده او بوحىٍ من الله او بسماعٍ من صاحب الكشف او الوحى، وما ورد فى الاخبار وافتى به العلماء (رض) ايضاً من انّ المرتدّ الفطرىّ لا يقبل توبته ناظر الى هذا المعنى، وما ذكروه من الفرق بين المرتدّ الملّىّ والفطرىّ كما فى الاخبار انّما هو باعتبار انّ التّولّد على الاسلام والتّولّد على الكفر ثمّ الخروج عن الاسلام كاشف عن الارتدادين وقد مضى تحقيق الارتداد فى سورة آل عمران عند قوله ومن يبتغ غير الاسلام ديناً، وللاشارة الى ما ذكرنا قال تعالى من بعد ما تبيّن بالكشف والوحى او بالسّماع من صاحب الشكف والوحى لهم: انّهم اصحاب الجحيم منقطعوا الفطرة غير مرجّوى النّجاة يعنى لا قبل هذا التّبيّن.