خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

مَا كَانَ لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ
١٢٠
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ مَا كَانَ } استيناف لتعليل الامر السّابق والمعنى ما ينبغى { لأَهْلِ ٱلْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ ٱلأَعْرَابِ } من اهل الشّرق والغرب فانّ ما حول المدينة بالنّسبة الى العوالم الاُخر تمام الدّنيا واهلها ما لم يدخلوا فى الاسلام اعراب كلّهم وكذلك ما كان لاهل المدنية القلب والصّدر المنشرح بالاسلام ومن حولهما { أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ ٱللَّهِ } الّذى هو اصل فى الصّدق، وصدق سائر الصّادقين فرع صدقه { وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ } بسبب محبّة انفسهم او فى انفسهم او لا يرغّبوا انفسهم على ان يكون الباء للتّعدية { عَن نَّفْسِهِ ذٰلِكَ } اى عدم جواز التّخلّف والرّغبة { بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ } عطش { وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ } مجاعة { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً } من غلبة وقتل واسر ونهب { إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ } يعنى سواء اصيبوا او اصابوا اثيبوا، وللفرق بين ما عليهم وما لهم اتى بقوله فى سبيل الله بين المتعاطفين كما انّ توسّط الاستثناء وتعليله بين المتعاطفات كان لذلك وللتّأكيد بالتّكرير { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ } يعنى انّهم باتّباعهم لرسول الله (ص) محسنون والله لا يضيع اجر المحسنين.