خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ
٣٣
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ } امّا استيناف منقطع عمّا سبق لابداء حكمٍ آخر قطعاً لاطماع المشركين فى ابطال رسالة محمّد (ص) وعلى هذا فاضافة الرّسول للعهد، وامّا استيناف فى موضع التّعليل لقوله { وَيَأْبَىٰ ٱللَّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ } اى رسالة رسوله وعلى هذا فاضافة الرّسول (ص)، امّا لتعريف الجنس وتعميمه او لتعريف العهد وفيه ايضاً قطع لاطماع المشركين، والمراد بالرّسول امّا معنىً عامّ للرّسل (ع) واوصيائهم (ع) فانّهم رسل من الله بواسطة الرّسل، او معنى خاصّ بالرّسل الاصطلاحيّة الّذين اوحى اليهم بشرعٍ وتبليغه، او المراد محمّد (ص) وعلى التّقديرين الاخيرين فالمقصود سراية الحكم الى اتباعهم او اتباعه، امّا من باب الفرعيّة والتّبعيّة وامّا لانّهم اجزاء الرّسل بحسب سعتهم الولويّة وامّا لانّهم مظاهر الرّسل بحسب صدروهم وقلوبهم وعقولهم، فيصحّ تفسير الآية بخروج القائم عجّل الله فرجه وانّها ممّا لم يأت تأويلها وانّه (ع) اذا ظهر ظهر على الاديان كلّها { بِٱلْهُدَىٰ } بما به الهدى وهو الاحكام القالبيّة الشّرعيّة كما اشير الى تسمية الاسلام واحكامها بالهدى فى قوله تعالى: { { بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلإِيمَانِ } [الحجرات:17] { وَدِينِ ٱلْحَقِّ } دين الحقّ هو طريق الحقّ وهو الولاية والايمان الخاصّ الحاصل بالبيعة الباطنة الولويّة وبعبارةٍ اخرى الهدى هو الاسلام ودين الحقّ هو الايمان وقد فسّر دين الحقّ بولاية علىّ (ع) فى اخبارنا، فعن الكاظم (ع) فى هذه الآية والآية السّابقة: هو الّذى امر رسوله بالولاية لوصيّه والولاية هى دين الحقّ ليظهره على جميع الاديان عند قيام القائم (ع) والله متمّ ولاية القائم ولو كره الكافرون بولاية علىّ (ع) قيل: هذا تنزيل؟ - قال: نعم هذا الحرف تنزيل وامّا غيره فتأويل { لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ } اتى بالمفرد المستغرق بقرينة التّأكيد بالكلّ دون الجمع روماً للاختصار واشعاراً بانّ الاديان الباطلة مع كثرتها ونهاية فرقتها متّحدة فى الغاية وهى الانتهاء الى السّجّين والملكوت السّفلى { وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ } بالله او بالرّسالة او بالولاية.