خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللَّهِ وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ
٨١
-التوبة

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

{ فَرِحَ ٱلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ ٱللَّهِ } جواب سؤالٍ عن حالهم او عن علّة التّغليظ عليهم وعدم مغفرتهم، وتدارك آخر لتوهّم عدم قبول استغفار الرّسول (ص) وخلاف رسول الله (ص) امّا ظرف لمقعدهم ان كان بمعنى العقب، او مفعول له لفرح او المخلّفون، او مقعدهم، على التّنازع او على الانفراد { وَكَرِهُوۤاْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي ٱلْحَرِّ } يعنى انّهم لغاية شقاوتهم جمعوا بين التّخلّف والفرح به وكراهة الجهاد ومنع غيرهم منه { قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً } فان كان الحرّ يتّقى فنار جهنّم احقّ ان تتّقى { لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ } لما اختاروا حرّ الآخرة على حرّ الدّنيا، والفقه كما مرّ هو ادراك الاغراض والغايات خصوصاً الغايات الآلهيّة من الاشياء والاقوال لا ادراك المفاهيم من الالفاظ فقط كما ظنّ، ولذا فسّر بأنّه طلب علمٍ دينيٍّ يتوسّل به الى علمٍ آخر، وبعبارةٍ اخرى الفقه هو الادراك الّذى يحرّك الانسان من حضيض نفسه الى اوج عقله ومن دنياه الى آخرته وتفسيره بالعلم بالمسائل الدّينيّة الفرعيّة عن ادلّتها التّفصيليّة محض مواضعة اصطلاحيّة، وامّا فى الشّريعة فهو باقٍ على معناه وعدم تسمية علم الله والملائكة بالفقه لعدم تصوّر استعدادٍ له تعالى ولا للملائكة حتّى يتصوّر التّرقّى، بل كلّ ما كان هناك بالامكان العامّ فهو بالفعل، وعدم تسمية علوم الانبياء بالفقه لتبدّل استعدادهم بالفعليّة لا لما قالوا من انّ علومهم ليست من ادلّتها التّفصيليّة والحاصل انّ الاشتداد والتدرّج فى طريق الانسانيّة مأخوذ فى مفهوم الفقه فكلّما كان الادراك كذلك كان فقهاً وما لم يكن كذلك لم يكن فقهاً، فلو فرض نبىّ يكون له حالة اشتداد في علمه كان علمه من هذه الجهة فقهاً.