خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ
١١٨
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ
١١٩
-البقرة

الميزان في تفسير القرآن

(بيان)
قوله تعالى: { وقال الذين لا يعلمون }، هم المشركون غير أهل الكتاب ويدل عليه المقابلة السابقة في قوله تعالى: { وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم } الآية. ففي تلك الآية ألحق أهل الكتاب في قولهم بالمشركين والكفار من العرب، وفي هذه الآية ألحق المشركين والكفار بهم، فقال: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم } - وهم أهل الكتاب واليهود من بينهم - حيث اقترحوا بمثل هذه الأقاويل على نبي الله موسى عليه السلام، فهم والكفار متشابهون في أفكارهم وآرائهم، يقول هؤلاء ما قاله أُولئك وبالعكس، تشابهت قلوبهم.
قوله تعالى: { قد بيّنا الآيات لقوم يوقنون } جواب عن قول الذين لا يعلمون إلخ، والمراد أن الآيات التي يطالبون بها مأتية مبينة، ولكن لا ينتفع بها إلاَّ قوم يوقنون بآيات الله، وأما هؤلاء الذين لا يعلمون، فقلوبهم محجوبة بحجاب الجهل، مؤفة بآفات العصبية والعناد، وما تغني الآيات عن قوم لا يعلمون. ومن هنا يظهر وجه توصيفهم بعدم العلم، ثم أيد ذلك بتوجيه الخطاب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والإِشعار بأنه مرسل من عند الله بالحق بشيراً ونذيراً، فلتطب به نفسه، وليعلم أن هؤلاء أصحاب الجحيم، مكتوب عليهم ذلك، لا مطمع في هدايتهم ونجاتهم.
قوله تعالى: { ولا تسئل عن أصحاب الجحيم }، يجري مجرى قوله: { إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون }.