خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَـٰئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّينَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـٰئِكَ رَفِيقاً
٦٩
-النساء

تفسير فرات الكوفي

فرات قال: حدثني عبيد بن كثير معنعناً:
عن اصبغ [أ، ب: الأصبغ] بن نباتة قال: لمّا هزمنا أهل البصرة جاء علي بن أبي طالب عليه السلام حتى استند إلى حائط من حيطان البصرة فاجتمعنا [أ، ب: واجتمعنا] حوله وأمير المؤمنين راكب والناس نزول، فيدعو الرجل باسمه فيأتيه ثم يدعو الرجل باسمه فيأتيه ثم يدعو الرجل باسمه فيأتيه حتى وافاه بها [أ: لها. ب: منا] ستون [أ، ر: ستين] شيخاً كلهم قد صفروا اللحى وعقصوها وأكثرهم يومئذٍ من همدان، فأخذ أمير المؤمنين طريقاً من طريق [ب: طرق] البصرة ونحن معه وعلينا الدروع والمغافر، متقلدي السيوف متنكبي الأترسة، حتى انتهى إلى دار قوراء عظيمة [ن: فوراً عظيماً] فدخلنا فاذا فيها نسوة يبكين، فلمّا رأينه صحن صيحةً واحدة وقلن: هذا قاتل الأحبة فأسكت [ب(خ ل): فأمسك] عنهن [ر: عنهم] ثم قال: أين منزل عائشة فأومؤوا [أ:فاموا. ر.فارملوا] إلى حجرة في الدار فحملنا علياً [عليه السلام. أ] عن [أ، ب: من] دابته فأنزلناه فدخل عليها فلم أسمع من قول علي شيئاً إلا أنّ عائشة امرأة كانت عالية الصوت فسمعت [أ (خ ل)،ب:فسمعنا] كهيئة المعاذير: إنى لم أفعل.
ثم خرج علينا أمير المؤمنين [علي عليه السلام. ر] فحملناه على [ر، أ: فحملنا علياً على] دابته فعارضته امرأة من قبل الدار فقال [أ: ثم قال]: أين صفية؟ قالت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: ألا تكفين [ر، أ: تكفينى] عني هؤلاء الكلبات اللاتي [ر، أ: التي] يزعمن أني قتلت الأحبة لو قتلت الأحبة لقتلت من في تلك الدار - وأومى بيده إلى ثلاث حجر في الدار-. فضربنا بأيدينا على [أ: إلى] قوائم السيوف وضربنا بأبصارنا إلى الحجر التي أومى إليها، فوالله ما بقيت في الدار باكية إلاّ سكنت [أ، ب: سكتت] ولا قائمة إلا جلست.
قلت: يا أبا القاسم فمن كان في تلك الثلاث حجر قال: أما واحدة فكان فيها مروان بن الحكم جريحاً ومعه شباب قريش جرحى، وأما الثانية فكان فيها عبد الله بن الزبير ومعه آل الزبير جرحى، وأما الثالثة فكان فيها رئيس أهل البصرة يدور مع عائشة أين ما دارت. قلت: يا أبا القاسم هؤلاء أصحاب القرحة هلا [ر: فلا] ملتم عليهم بهذه [ب: بحد] السيوف؟ قال: [يا. ب] ابن أخي أمير المؤمنين كان أعلم منك وسعهم أمانه، إنا لمّا هزمنا القوم نادى مناديه: لا يدفف على جريح، ولا يتبع مدبر، ومن ألقى سلاحه فهو آمن، سنة يستن بها بعد يومكم هذا.
ثم مضى ومضينا معه حتى انتهينا إلى العسكر فقام إليه ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم منهم أبو أيوب الأنصاري وقيس بن سعد وعمار بن ياسر وزيد بن حارثة وأبو ليلى فقال: ألا أخبركم بسبعة من أفضل الخلق يوم يجمعهم الله [تعالى. ر]؟ قال أبو أيوب: بلى والله فأخبرنا يا أمير المؤمنين فإنك كنت تشهد ونغيب قال: فإن أفضل الخلق يوم يجمعهم الله سبعة من بني عبد المطلب لا ينكر فضلهم إلا كافر ولا يجحد إلا جاحد. قال عمار بن ياسر [رضي الله عنه. ر]: سمّهم يا أمير المؤمنين لنعرفهم؟ قال: إن أفضل الخلق يوم يجمع الله: الرسل، وإن من أفضل الرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم [ر: عليهم الصلاة والسلام]، ثم إن أفضل كل أمة بعد نبيها وصي نبيها حتى يدركه نبي وإن أفضل الأوصياء وصي محمد [عليهما الصلاة والسلام. ر]، ثم ان أفضل الناس بعد الأوصياء الشهداء وإن أفضل الشهداء [حمزة.خ سيد الشهداء] وجعفر بن أبي طالب [رحمه الله. ر] ذا الجناحين [ر: ذا جناحين] [يطيربهما.ب] مع الملائكة لم يحلا بحليته أحدٌ من الآدميين في الجنة شيءٌ شرفه الله به، والسبطان الحسن والحسين [ر: الحسنين] سيدي شباب أهل الجنة [و. ب] من ولدت اياهما [ر: ولادته اباؤهما. ب: أمهما] والمهدي يجعله [أ: يجعل] الله من أحب منا أهل البيت.
ثم قال: أبشروا- ثلاثاً - { من يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً }.
فرات قال: حدثني الحسن بن علي بن بزيع معنعناً:
عن أصبغ [أ، ب: الأصبغ] بن نباتة قال: قال [أ: لي] [إن. ر] علي بن أبي طالب عليه السلام: إني أريد أن أذكر حديثاً [فقال عمار بن ياسر فاذكره، قال: إني أريد أن أذكر حديثاً قال أبو أيوب الأنصاري. أ، ب] [ر: قلت]: فما يمنعك يا أمير المؤمنين أن تذكره؟ فقال: ما قلت هذا إلا وأنا أريد أن أذكره، ثم قال: إذا جمع الله الأولين والآخرين كان أفضلهم سبعة منا بني عبد المطلب، الأنبياء أكرم الخلق [ب: خلق الله] [على الله.أ، ب] ونبينا أفضل [أ: أكرم] الأنبياء [عليهم الصلاة والسلام. ر]، ثم الأوصياء أفضل الأمم بعد الأنبياء ووصيه أفضل الأوصياء [عليهم السلام. ر]، ثم الشهداء أفضل الأمم بعد [الأنبياء و. أ، ب] الأوصياء وحمزة سيد الشهداء وجعفر ذو الجناحين يطير مع الملائكة لم ينحله شهيد قط قبله [ر، ب: قبلهما. رحمة الله عليهم أجمعين. ر] وإنما ذلك شيء أكرم الله به وجه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال أولئك { الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليماً } ثم [أ، ب: و] السبطان حسناً وحسيناً والمهدي [عليهم السلام. أ، ر. والتحية والإكرام. ر] جعله [ر: جعلهم] الله ممن يشاء من أهل البيت.
فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعناً:
عن سليمان الديلمي قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد ما هذا النفس العالي [ر:العالية]؟ قال جعلت فداك يا ابن رسول الله كبر [ت.أ،ر] سني ودق عظمي واقترب أجلي ولست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي. فقال أبو عبد الله [عليه السلام. ب]: يا أبا محمد وإنك لتقول هذا؟! فقال: وكيف لا أقول هذا؟! وذكر كلاماً ثم قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه المبين [بقوله. أ]: { أولئك [مع. ب] الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً } فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الآية النبيين ونحن في هذا الموضع { الصديقين والشهداء } وأنتم الصالحون، فسموا بالصلاح كما سماكم الله يا أبا محمد.