خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً فَٱغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُواْ وَٱتَّبَعُواْ سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ
٧
-غافر

تفسير فرات الكوفي

{ الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيءٍ رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك 7 }
قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثني أحمد بن الحسين [العلوي] عن محمد بن حاتم عن هارون بن الجهم.
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر [عليه السلام. أ، ب] يقول: قول الله [تعالى. ر. أ، ب: في كتابه]: { الذين يحملون العرش ومن حوله [يسبحون }. ب] يعني محمداً وعلياً والحسن والحسين [ع. ب] وإبراهيم وإسماعيل وموسى وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين [ب: عليهم السلام].
فرات قال: حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعناً:
عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال الله في كتابه: { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا } قال: يستغفرون [أ: ليستغفرون] لشيعة آل محمد [صلى الله عليه وآله وسلم. أ] وهم الذين آمنوا { يقولون: ربنا وسعت كل شيءٍ رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك } يعني الذين اتبعوا ولاية علي و [علي] هو السبيل.
فرات قال: حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد قال: حدثنا الحسن بن جعفر [قال: حدثنا الحسين (الشوا. أ) قال: حدثنا محمد - يعني ابن عبد الله الحنظلي- قال: حدثنا وكيع. أ، ر] قال:
حدثنا سليمان الأعمش! قال: دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام وقلت له [أ، ر: قلت] جعلت فداك إن الناس يسمونا روافض فما الروافض؟ فقال [أ: قال:] والله ما هم سموكموه و [لكن. ر] الله سماكم به في التوراة والإنجيل على لسان موسى ولسان عيسى، وذلك أن سبعين رجلاً من قوم فرعون رفضوا فرعون ودخلوا في دين موسى [ع. أ] فسماهم الله [تعالى. ر] الرافضة، وأوحى إلى موسى أن أثبت لهم [هذا. ب. الاسم. أ، ب] في التوراة حتى يملكونه على لسان محمد صلى الله عليه وآله وسلم ففرقهم الله فرقاً كثيرة [وتشعبوا شعباً كثيرة. أ، ر] فرفضوا الخير ورفضتم الشر واستقمتم مع أهل بيت نبيكم [عليه و. أ] عليهم [الصلاة و. أ] السلام فذهبتم حيث ذهب نبيكم واخترتم من اختار الله ورسوله، فأبشروا ثم أبشروا [ثم أبشروا. أبـ] فأنتم المرحومون المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم ومن لم يلق الله بمثل ما لقيتم لم تقبل حسنته ولم يتجاوز عن سيئته، يا سليمان هل سررتك؟ فقلت: زدني جعلت فداك فقال: إن لله عز وجل ملائكة يستغفرون لكم حتى يتساقط ذنوبكم كما يتساقط ورق الشجر في يوم ريح وذلك قول الله تعالى: { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا } هم شيعتنا وهي والله لهم، يا سليمان هل سررتك؟ فقلت: زدني جعلت فداك، قال: ما على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء.
فرات قال: حدثني [أ: ثنا] علي بن الحسين معنعناً:
"عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: مكث جبرئيل أربعين يوماً لم ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رب قد اشتد شوقي إلى نبيك فاذن لي فأوحى الله تعالى إليه [وقال. ر]: يا جبرئيل اهبط إلى حبيبي ونبيي فاقرأه مني السلام وأخبره أني [قد. ب] خصصته بالنبوة وفضلته على جميع الأنبياء واقرأ وصيه مني [أ: منا] السلام وأخبره أني خصصته بالوصية وفضلته على جميع الأوصياء.
قال: فهبط جبرئيل [عليه السلام. ر] على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكان إذا هبط وضعت له وسادة من آدم حشوها ليف! فجلس بين يدي النبي [أ، ب: رسول الله] صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد إن الله تعالى يقرؤك السلام ويخبرك أنه خصّك بالنبوة وفضلك على جميع الأنبياء ويقرأ وصيك السلام ويخبرك أنه خصه بالوصية وفضله على جميع الأوصياء.
قال: فبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه فدعاه وأخبره بما قال جبرئيل [عليه السلام. ب]، قال: فبكا علي بكاءاً شديداً ثم قال: أسأل الله أن لا يسلبني ديني ولا ينزع مني كرامته وأن يعطيني ما وعدني.
فقال جبرئيل عليه السلام: يا محمد حقيق على أن لا يعذب علياً ولا أحداً تولاه. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا جبرئيل على ما كان منهم أوكلهم ناج؟ فقال جبرئيل: يا محمد نجا من تولا شيثاً بشيث ونجا شيث بآدم ونجا آدم بالله، ونجا من تولى ساماً بسام ونجا سام بنوح ونجا نوح بالله، ونجا من تولى آصف بآصف ونجا آصف بسليمان ونجا سليمان بالله، ونجا من تولى يوشع بيوشع ونجا يوشع بموسى ونجا موسى بالله، ونجا من تولى شمعون بشمعون ونجا شمعون بعيسى ونجا عيسى بالله، ونجا من تولى علياً بعلي ونجا علي بك ونجوت أنت بالله، وإنما كل شيءٍ بالله، وإن الملائكة والحفظة ليفخرون على جميع الملائكة لصحبتها إياه.
قال: فجلس علي عليه السلام يسمع كلام جبرئيل [عليه السلام. ر] ولا يرى شخصه"
.
قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما الذي كان من حديثهم إذا اجتمعوا؟ قال: ذكر الله [تبارك و. أ، ب] تعالى ولم [ر: فلم] تبلغ عظمته، ثم ذكروا فضل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما أعطاه الله من علم وقلده من رسالته، ثم ذكروا أمر شيعتنا والدعاء لهم، وختمهم بالحمد والثناء على الله.
قال: قلت: جعلت فداك يا أبا عبد الله وإن الملائكة لتعرفنا؟ قال: سبحان الله وكيف لا يعرفونكم وقد وكلوا بالدعاء لكم والملائكة حافين من حول العرش { يسبحون بحمد ربهم } { ويستغفرون للذين آمنوا } ما استغفارهم إلا لكم دون هذا العالم.